بينما تستمر التظاهرات في إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر الماضي، كشف تسجيل صوتي مسرب لمسؤول مخابراتي إيراني أن النظام سيلجأ في الأيام المقبلة إلى مزيد من التشدد ضد المحتجين.
كما أوضح المسؤول الذي لم تكشف هويته، أن النظام عانى من شلل تحليلي عندما بدأت الاحتجاجات، مشيراً في التسجيل إلى أن الاحتجاجات اتسعت تزامناً مع فتح الجامعات، بحسب ما نشرت قناة “بي بي سي” الفارسية.
ففي الملف الصوتي، بدا أن المتحدث الذي يعد مسؤولاً كبيراً في وزارة الاستخبارات، يشرح للمسؤولين الاستخباراتيين والأمنيين المحليين في محافظة يزد وسط البلاد، كيف بدأت الاحتجاجات على مستوى البلاد واستمرارها.
عدو مجهول!
في موازاة ذلك، ذكر أن هناك “ثلاثة آراء” بين المسؤولين حول “الأحداث الأخيرة”، وقال إن “وجهة نظر واحدة تشير إلى أن هذه الاحتجاجات لم يصممها العدو، بل كانت نتيجة الأفعال السيئة والمساوئ الداخلية”.
فيما زعمت وجهات النظر الأخرى أنها من تخطيط “العدو”، إلا أن رجل الاستخبارات هذا لم يحدد هذا العدو الذي يتكرر بشكل عام في أدبيات النظام الإيراني.
مشكلات اقتصادية
وفي مقطع من الملف الصوتي المسرب، اعترف المسؤول بوجود ما أسماها “مساوئ داخلية ومشاكل اقتصادية” هي التي شكلت حاضنة للمظاهرات.
كذلك قال إن عدد المعتقلين في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد حتى الآن بلغ 15 ألف شخص، لافتاً إلى أن 70٪ من المشاركين في التظاهرات والمعتقلين تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاما.
في حين شدد على ضرورة التعامل “بحدة قصوى” مع المحتجين المتواجدين في الشوارع إلى “المستوى الذي يتطلب السيطرة على الأزمة”. وتابع أنه “بعد ذلك على قوات الأمن أن تتراجع خطوتين إلى الوراء”.
قتلى الاحتجاجات “أبرياء”
واعترف هذا المسؤول بشكل خجول بأن الكثير من قتلى الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها التاسع، “أبرياء” إلا أنه كرر مزاعم السلطات الإيرانية بشأن أسباب سقوط الضحايا بأنهم هاجموا مراكز الشرطة والمنشآت الحكومية.
يذكر أنه منذ وفاة أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد.
فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات، تقدمها طلاب الجامعات والمدارس، فضلا عن النساء والفتيات في مختلف المحافظات.