تتواصل الانتفاضة الشعبية في مختلف المدن الإيرانية ضد نظام الجمهورية الإسلامية رغم الإجراءات القمعیة، وقد دعا ناشطون ومتظاهرون إلى تنظيم تجمعات احتجاجیة في الأيام المقبلة، وأكدوا علی استمرار الانتفاضة بمختلف أساليب الاحتجاج والعصيان المدني.
وفي دعوة مشتركة مع شباب سائر مدن إيران، دعت مجموعة “شباب أحياء طهران”، إلى احتجاجات في شوارع عموم البلاد لليوم الخميس.
ونددت مجموعة من کُتاب كردستان، في بيان لها، بمقتل متظاهرين في “بعض الأماكن بإيران، خاصة في كردستان الأيام الماضية”، معلنين دعمهم للانتفاضة الشعبية لأبناء وطنهم، وطالبوا باستقالة جماعية للبرلمانيين.
من ناحية أخرى، أعلن أعضاء مجلس إدارة ومراقبو جمعية الكتاب المسرحيين ومترجمو المسرح الإيراني، في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية الإيرانية، أنهم سيستقيلون جماعيًا احتجاجًا على الإدارة الثقافية والفنية للبلاد، وتضامنا مع الشعب الإيراني.
من جهتها، قالت الناشطة الحقوقية المسجونة، نرجس محمدي، في رسالة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن شعب إيران يريد الديمقراطية والحرية. وذکرت: “أتحدث عن الیوم، أتحدث عن قتل النساء حیث یقتلوهن ویقولون بأنهن انتحرن؛ یقتلون الأطفال ويدعون انتحارهم.. یجيشون إلى کردستان”.
في غضون ذلك، وفقًا للتقارير، توفي طفل يبلغ من العمر 15 عامًا يدعى مهدي كابولي في كركان، کاندقد دخل في غيبوبة بعد أن اعتقله رجال الأمن واعتدوا عليه.
وبحسب التقارير التي تلقتها “إيران إنترناشیونال”، اضطرت أسرة هذا الطفل إلى دفنه في صمت بعد مقتله بسبب الضغط الأمني.
من جهة أخرى، أبلغ مصدر مطلع، إيران إنترناشيونال، أنه خلال الأسبوعين الماضيين، اعتقلت القوات الأمنية 25 طالبا من خلال مداهمة المدارس في مدينة بانه، ولم تقدم الجهات المعنية إجابة لأسرهم بشأن مصيرهم.
كذلك، عقب نشر تقارير عن استخدام القوات القمعية للمنشآت المدنية الحضرية لقمع المتظاهرين، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن نتائج تحقيقاتها على مقاطع الفيديو المتعلقة بالانتفاضة الشعبية في إيران، وأكدت أن قوات النظام الإيراني استخدمت سيارات الإسعاف للتسلل إلى التجمعات واعتقال المتظاهرين.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس الأربعاء، في إشارة إلى الاحتجاجات العامة بالبلاد: “الشرطة الإيرانية مارست ضبط النفس بصبر استراتيجي”.
يأتي هذا بينما وفقًا لإحصائيات منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ارتفع عدد القتلى في الاحتجاجات العامة إلى ما لا يقل عن 416 شخصًا، بينهم 51 طفلاً و 27 امرأة.
من ناحية أخرى، قالت مصادر مقربة من عائلة توماج صالحي، مغني الراب المحتج والسجين، لـ “إيران إنترناشونال” إن السلطات القضائية عينت محاميًا لهذا الفنان المحتج ولم تقبل المحامي المختار من قبل الأسرة. وبحسب هذا التقرير، فإن أسرة توماج قلقة من اتهامه بـ “المحاربة”.
وفي طهران، بالتزامن مع إضراب أصحاب المتاجر في سوق “شاه جراغ”، هتفت مجموعة من المواطنين بشعارات مناهضة للحكومة في هذا السوق.
من جهة أخرى، أعلن مدير عام الشؤون الأمنية والشرطية في محافظة كردستان، محمد رضائي، مقتل أحد عناصر الباسيج ويدعى “علي فتحي” في مريوان، غربي إيران مساء الأربعاء.
كما أعلن قائد شرطة كردستان، علي آزادي، مقتل أحد ضباط شرطة مدينة بانه باسم “تورج أردلان”.
وبحسب قائد شرطة كردستان، فإن أردلان الذي کان یحمل رتبة عقيد، أصيب في 27 أكتوبر خلال الاحتجاجات الشعبية العامة وتوفي مؤخرا في المستشفى.