بينما تدخل الحربُ على أوكرانيا شهرها العاشر، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن “روسيا ستحقق كل أهدافها في أوكرانيا رغم الأعمال العدائية من حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
وقال بوتين: “سنوفر كل ما يلزم لإنجاح العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
وتعهد الرئيس الروسي بتعزيز قدرات الجيش الروسي العسكرية، ولاسيما النووية، بشكل دائم ومطرد.
وجاء ذلك في إعلان بوتين عن أهداف جيش بلاده لعام 2023 خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين.
وأشاد بالجنود الروس باعتبارهم “أبطالا”، ودعا القادة العسكريين الحاضرين إلى استخدام خبراتهم المكتسبة من القتال في سوريا والحملة العسكرية الخاصة المستمرة منذ 10 شهور في أوكرانيا.
وقال إن “الدولة قدمت للقوات الروسية كل ما تحتاجه في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، ولا بد من تحقيق نتائج إيجابية”.
وعن الداخل الروسي، تحدث بوتين عن “أزمات يعاني منها المواطن الروسي، وضرورة العمل على حلها”.
وأضاف بوتين: “كان من الممكن ان تبقى أوكرانيا دولة حيادية، ولم تنجح محاولاتنا لتحقق هذا الهدف”.
ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، زيادة أعداد الجيش الروسي إلى مليون ونصف مليون جندي.
وأشار إلى تعزيز أعداد المقاتلين الروس في أوكرانيا، مشيرا إلى اكتشاف أخطاء بعد بدء العملية العسكرية، وخاصة إبان استدعاء المقاتلين للتعبئة الجزئية.
وذكر أن المستحقات التي يتقاضاها المجندون الإجباريون هي نفس المستحقات التي يتقاضاها المتعاقدون.
وأشار إلى السيطرة على مدينة ماريوبول، والقضاء على النازيين الجدد هناك، على حد تعبيره، وإعادة بناء المدينة والميناء المطل على بحر آزوف الذي أصبح بحراً روسياً داخلياً، مؤكدا أن المدينة سلمية تماماً، بحسب تصريحاته.
الكرملين: الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا تفاقم الصراع
هذا وقال الكرملين، الأربعاء، إن شحنات الأسلحة الأميركية الجديدة إلى أوكرانيا لن تؤدي سوى إلى “تفاقم” النزاع مع روسيا، وذلك قبيل وصول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى واشنطن.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن “كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا”، في إشارة إلى شحنات أسلحة جديدة إلى كييف. وأضاف أنه لا يتوقع تغييرا في موقف زيلينسكي بشأن رفضه التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين بعد هذه الزيارة.
وحذر مسؤولون عسكريون غربيون من احتمال عودة التصعيد في الهجمات الروسية على أوكرانيا، غير مستبعدين احتمال شن هجومٍ على شمال أوكرانيا، وتحديدا من الأراضي البيلاروسية حليفة بوتين الأولى في هذه الحرب.
وكان الرئيس الروسي بوتين وصف الوضع في مناطق دونيسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا بالصعب للغاية، مطالبا قوات الأمن في تلك المناطق ببذل قصارى جهدها لضمان أقصى درجاتِ الأمن واحترام حقوق وحريات المواطنين.
وكان الرئيس الروسي قد أشار إلى أن نظام كييف يتعمد استهداف الأحياء السكنية والمدنيين في مدينة دونيتسك.
وقال بوتين خلال اجتماع مع القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشلين: “من الواضح أن الوضع الأمني في دونيتسك لا يقل حدة عنه في لوغانسك، بالنظر إلى القصف المكثف للقوات الأوكرانية للمناطق السكنية في دونيتسك”.
وتابع: “نلفت انتباهكم إلى حقيقة أنه لا توجد وسائل إعلام أجنبية أو منظمات حقوقية، كما يقولون تتحدث عن هذا القصف”.
من جهته، طلب بوشلين من الرئيس بوتين تعزيز الدفاع الجوي في دونيتسك لحماية المدن من القصف الأوكراني. وأوضح بوشلين أنه نتيجة القصف الأوكراني على دونيتسك في الفترة من 2 إلى 18 ديسمبر الجاري، قتل 21 مدنيا، وأصيب 94 آخرون.
وقام الرئيس الروسي بزيارة إلى بيلاروسيا، الاثنين، حيث التقى حليفه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، ودعا إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع هذا البلد الحليف.
وقبل وصول الرئيس الروسي إلى مينسك، أعلنت موسكو أن قوّاتها العسكرية تجري مناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لمناورات عسكرية مع القوات البيلاروسية تظهر جنودا يقودون مدرّعات ويتمرّنون على ضربات مدفعية وقنص في ميدان كسته الثلوج.