نشطاء حقوق الإنسان في إيران: “العفو” عن المتظاهرين “دعاية” و”تبديل لموقع المدعي والمتهم”

ردًّا على ما سماه القضاء الإيراني “عفوًا عن المتظاهرين من قبل علي خامنئي”، وصف عدد من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان والمتظاهرين المسجونين والسجناء السياسيين السابقين، العفو بأنه “عفو دعائي” بهدف “فرض رواية النظام الكاذبة”، و”تبديل وقح لموقع المدعي والمتهم”.

وكانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية قد وصفت في وقت سابق تصريحات مسؤولي القضاء حول “العفو عن المحتجين من قبل علي خامنئي” بـ “النفاق” و”الدعاية”.

ووصف سعيد دهقان، محامي عدد من النشطاء السياسيين، تصريحات السلطات القضائية حول “عفو المحتجين” بأنها محاولة “لفرض رواية النظام الكاذبة” و”تغيير وقح لموقع المدعي والمتهم”.

وكتب هذا المحامي في تغريدة: “في الوقت الذي يفكر فيه الشعب الإيراني الحزين والمطالب بالعدالة في كيفية محاكمة قائد وآمر ومنفذ جرائم النظام الإيراني، فإن عفو المرشد عن المتظاهرين الأبرياء العزل لا يعني شيئًا سوى فرض الرواية الكاذبة للنظام، وهروب القائد العام للقوات المسلحة إلى الأمام، وبالطبع التبادل الوقح لموقع المدعي والمتهم”.

وأكدت أتنا دائمي، ناشطة حقوقية وسجينة سياسية سابقة، في عدة تغريدات، على أن هذا “العفو دعائي”، وكتبت أنها عندما سمعت “العفو”، تذكرت الوجوه الغاضبة لصبا كرد أفشاري، وياسمن آرياني، في عام 2018، عندما “أطلق سراحهما بعفو بعد ما قضتا كل فترة سجنهما ولم يتبق سوى شهر واحد على عقوبتهما، وهما تقولان إننا لم نطلب عفوًا، وفي غضون شهر واحد ستنتهي عقوبتنا بشرف، لكن تم إخراجهما قسرا من السجن”.

كما كتب حسين قشقائي، وهو سجين سياسي سابق، في تغريدة: “نحن من يجب أن نعفو، وليس أنت الملطخة أيديك بدماء أعز شبابنا وأفضلهم. لا نسامح ولا ننسى”.

واشار شهريار شمس، الناشط الطلابي الذي تم اعتقاله لفترة أثناء الاحتجاجات، إلى محادثته الهاتفية، يوم الأحد، مع أحد المتظاهرين المسجونين، وكتب نقلاً عنه: “إذا أطلقوا سراحنا فلا بأس، ولكن إذا طلبوا تعهدا خطيا بالتوبة فلن نعطى لهم شيئا، لقد قتلوا شبابنا. نحن من يجب أن نعفو عنهم”.

وفي إشارة إلى مقاومة المحتجين المعتقلين والسجناء، أضاف هذا الطالب الناشط: “سجناؤنا ما زالوا يقاتلون، يجب ألا ننساهم”.

وكتب عباس ميلاني، المؤرخ والأستاذ في جامعة ستانفورد، في صفحته على تويتر: “في الواقع، شعب إيران بأكمله مسجون في العقيدة المتشددة والفساد واستبداد ولاية الفقيه، وفي هذه الظروف، الحديث عن العفو وقاحة”. وأضاف ميلاني أن مزاعم “العفو” للمتظاهرين أثيرت في وقت سجن فيه النظام الإيراني “نحو 20 ألف رجل وامرأة مطالبين بالحرية وقتل أكثر من 500 شخص في الشارع وأعدم عدة أشخاص، وشخص مثل فرهاد ميثمي يصارع الموت في احتجاجه ضد طغيان هذا النظام”.

وفي الوقت نفسه، ردت مجموعة من مستخدمي تويتر على تصريحات سلطات القضاء في إيران حول “إعلان عفو خامنئي” في حملة هاشتاغ “لن ننسى”، واستذكروا مقتل المتظاهرين والمعارضين خلال تأسيس النظام الإيراني.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate