بالجيل الثالث ومزدوجي الجنسية.. محاولات لإعادة بناء جديدة للإخوان كشفت معلومات أن محمد سلطان الذي أفرجت عنه مصر في العام 2015 سيعيد بناء الجماعة من جديد

بعد الضربات الأمنية المتلاحقة عقب ثورة يونيو من العام 2013 وطردهم من حكم مصر، وسجن القيادات التاريخية للجماعة في السجون المصرية وهروب أعداد كبيرة من قيادات الصف الأول والثاني ومعهم عناصر من شباب الجماعة خارج البلاد وتشتتهم ما بين تركيا ودول أوروبا وبعض الدول الآسيوية، بدأت جماعة الإخوان في محاولات إعادة بناء جديدة للتنظيم، وبقيادات جديدة وشبابية تقيم في الغرب، وتحمل جنسيات أجنبية بالإضافة لجنسيتهم المصرية.

إعادة بناء الجماعة من جديد لن تكون قاصرة على تغيير القيادات، ولا تجديد الخطاب الإخواني، بل ستكون بملامح عصرية حديثة وبأفكار تحررية تتفق مع تقاليد الغرب، وبغطاء حقوقي يركز على حقوق الإنسان وقضايا الحريات والمعارضة السلمية للأنظمة، وصولا للسلطة وبعد وصولها للسلطة تبدأ الجماعة في الكشف عن نفسها .

وحسب المعلومات فإن جماعة الإخوان بدأت ومن خلال أبناء القيادات المقيمة في أوروبا على إنشاء مراكز حقوقية ومؤسسات تختص بقضايا الحريات لاستقطاب وتجنيد الشباب المصري، منها على سبيل المثال محمد سلطان نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان والذي يعمل ضمن المنظمة الحقوقية المعروفة باسم” المنبر المصري لحقوق اﻹنسان” وهي منظمة إخوانية أسّست في أوروبا، وتعمل ما بين أوروبا وأميركا .

تخرج محمد سلطان في جامعة أوهايو الأميركية وترأس فرع جمعية الطلاب المسلمين بجامعة أوهايو التي أسسها تنظيم الإخوان عام 1963 وتعد من أكبر الجمعيات التابعة للجماعة فى الولايات المتحدة الأميركية وكندا.

وفق المعلومات أيضا يتولى سلطان الذي أفرجت عنه مصر في العام 2015 ،بعد اتهامه في القضية المعروفة إعلامياً بـ”غرفة عمليات رابعة” وعاقبته المحكمة بالسجن المؤبد، وتم ترحيله إلى الولايات المتحدة الأميركية، يتولى مهمة اختراق منظمات حقوق الإنسان الدولية، بالتعاون مع خلف بيومى رئيس مؤسسة الشهاب لحقوق الإنسان فى لندن وهو محامي الجماعة في محافظة الإسكندرية سابقا، قبل أن يغادر مصر ويتجه إلى أوروبا.

وحسب المعلومات فإن سلطان يتولى تشكيل شبكات اتصال مع الأجيال الجديدة من المصريين والعرب المقيمين في الولايات المتحدة، والتي تقيم في مدن نيويورك وواشنطن لضمها لجماعة الإخوان، ويتعاون في هذا الإطار مع ‏القيادي الإخواني المقيم في الولايات المتحدة أحمد شحاتة بهدف تشكيل بنية تنظيمية جديدة من شباب الجماعة في الغرب وتسهيل تواصلهم مع المؤسسات الدولية، وتقديم صورة جديدة وعصرية وحديثة عن الإخوان، على أن يتم مستقبلا ومن خلال شبكات العلاقات والاتصالات مع الدول الغربية، الضغط على مصر والعودة للمشهد من خلال هذه الوجوه التي تربت في الغرب وتحمل أفكارا عصرية وتحررية، ويمكنها المشاركة في العملية السياسة داخل البلاد باسم جماعة الإخوان.

وتكشف المعلومات أن من المنظمات الحقوقية التى يديرها أبناء قيادات إخوانية فى الغرب وتستهدف الشباب هناك وضمهم للجماعة، هيومان رايتس مونيتور والكائنة في العاصمة البريطانية لندن، وتديرها سلمى أشرف عبد الغفار، ابنة أشرف عبد الغفار القيادي الإخواني، أحد المتهمين في قضيتي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وميليشيات الأزهر، والذي صدر قرار من الرئيس المعزول محمد مرسي بالعفو عنه في العام 2012

ورغم أن تلك المنظمة تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن أغلب قضاياها كانت ضد أحكام بالسجن والإعدام، أصدرتها محاكم مصرية، بحق شباب الجماعة وعناصر حركتي “حسم” و”لواء الثورة” ، من أجل زيادة الضغط الدولي للإفراج عنهم ووقف ملاحقتهم وإدماجهم في المجتمع من جديد ليكونوا في طليعة صفوف الجماعة والتنظيم بعد إعادة بنائه على أسس عصرية.

ويقول الباحث في تاريخ جماعة الإخوان سامح فايز إنه على العكس من شباب الجماعات الإسلامية الأخرى، فإن شباب الإخوان كانوا الأكثر استخداما لوسائل الغرب في الدعوة إلى التغيير، من خلال السيطرة على المنظمات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، والمراكز الإسلامية، بل والأكثر تأثرا بأفكار الغرب وتماهيا معها، طبقا للائحة قسم الاتصال بالعالم الإسلامي الذي أسسه حسن البنا، والتي تنص على أن الطريق لإقامة دولة إسلامية، يتحقق بإنشاء شعب للإخوان فى مختلف بلاد العالم.

وكشف الباحث المصري لـ”العربية.نت” أن جماعة الإخوان تمكنت منذ خمسينات القرن الماضى من التسلل إلى عدد من الدول الغربية والأوروبية عبر اختراق الجاليات المسلمة، فيها وتأسيس هيئات تنظيمية تتولى في البداية تنظيم العبادة مثل مسجد ميونيخ بألمانيا، ثم تقديم نموذج فى التدين يساير مستلزمات الحياة المشتركة فى البيئة الغربية، ومن ثم التوغل فى تلك الجاليات.

وقال إنه ومع بداية التسعينات تكوّنت فى أوروبا عدد من المنظمات الإسلامية التي سيطر عليها الإخوان ومن خلالها بدأوا في إعادة بناء صفوف الجماعة بعد انهيارها في يونيو من العام 2013 وتقديم الدعم الدولي والسياسي والحقوقي والمالي لإعادتها للمشهد من جديد وبشكل يختلف كلية عن الصورة التي سبق وأن ترسخت لدى المجتمعات العربية والإسلامية والغربية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate