رغم استمرار الهجمات الكيماوية على المدارس الإيرانية، فقد زعم مسؤولو النظام الإيراني “اعتقال كل المتورطين” في عمليات تسميم التلميذات. كما أكد وزير التربية والتعليم أنه لا توجد “مشكلة” في المدارس.
وقال يوسف نوري، وزير التربية والتعليم، اليوم الأحد 12 مارس (آذار)، عن آخر التطورات في متابعة مسلسل تسميم التلميذات: “حتى الآن، أخبرونا أنه لا توجد مشكلة، يمكننا ترك المدارس مفتوحة ويمكن للتلميذات الذهاب إلى المدارس كل يوم”.
واتهم نوري، مرة أخرى، وسائل الإعلام في هذا الصدد، قائلا: “الإعلام ينفذ أهدافه على التلميذات ويستغل الجمهور. وفي الحقيقة فإن وسائل الإعلام الأجنبية تبيع أخبارها”.
وفي وقت سابق، أعلن وزير التربية والتعليم عن إدخال التلميذات إلى المستشفيات، بعد الهجمات الكيماوية على المدارس، بسبب معاناتهن من “مرض كامن”.
ويأتي اتهام السلطات الإيرانية لوسائل الإعلام، وخاصة وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في الخارج، فيما ترفض أجهزة مخابرات النظام تقديم تقارير وتفاصيل عن هذه الهجمات الكيماوية.
واستمرارًا لجهود النظام لتطبيع الأوضاع، قال محمد رضا ميرتاج الديني، أحد أعضاء البرلمان الإيراني، إنه قيل في جلسة البرلمان، اليوم الأحد، إن “جميع المتورطين خلف كواليس هذه الأحداث تم اعتقالهم”.
وفي بيانه رقم 4 بشأن هذه الهجمات الكيماوية، اتهمت وزارة الداخلية في حكومة إبراهيم رئيسي، مرة أخرى، معارضي النظام، وأعلنت عن اعتقال أكثر من مائة شخص في عدة محافظات بهذا الصدد.
وجاء في هذا البيان: “عدد من هذه الحالات يشمل الأشخاص الذين اتخذوا إجراءات مثل استخدام الرائحة الكريهة وغير المؤذية وما إلى ذلك، بدافع الأذى أو المغامرة وبهدف إغلاق الفصول وتحت تأثير الجو النفسي السائد هذه الأيام”.
وزعمت وزارة الداخلية أيضا، أن “من بين المعتقلين أشخاصا كانوا يعملون بدوافع عدائية وبهدف بث الرعب في نفوس المواطنين والطلاب وإغلاق المدارس وخلق التشاؤم تجاه النظام”.
تأتي هذه المزاعم من قبل النظام في حين أكد العديد من النشطاء المدنيين والسياسيين على دور النظام في هذه الهجمات الكيماوية.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الأميركية “ميديا لاين”، نقلاً عن مصادر مطلعة وخبراء إيرانيين، بأن الهجمات الكيماوية على مدارس الفتيات تتم بأمر من النظام الإيراني أو على الأقل بدعم تكتيكي من النظام، والغرض منها هو تحويل مسارالاهتمام العام من انتفاضة الشعب على الصعيد الوطني.
لكن في الوقت الذي ينكر فيه النظام دوره في ذلك، هدد النظام الإيراني الصحافيين والأشخاص بشأن الإبلاغ عن هذه الهجمات.
وقال وزير التربية والتعليم محمد مهدي إسماعيلي، عن توجيه التهم بحق عدد من وسائل الإعلام لنشرها أنباء عن تسمم التلميذات: “مستوى حرية التعبير في البلاد لا يقارن بأماكن أخرى، وقد يخطئ أحد ويتم التعامل معه وفق القانون”.
وفي غضون ذلك، تتواصل الاحتجاجات العامة ضد هذه الهجمات الكيماوية خارج إيران.
هذا ونظم الإيرانيون المقيمون في سان دييغو بكاليفورنيا، يوم أمس السبت، تجمعاً احتجاجياً بسبب الهجمات الكيماوية على مدارس البنات وطالبوا بدعم عالمي لانتفاضة الشعب الإيراني.
وفي الوقت نفسه، نظم الإيرانيون المقيمون في العاصمة الكندية أوتاوا تجمعاً احتجاجياً على الهجمات الكيماوية على مدارس البنات في إيران.
ووفقًا لمراسل “إيران إنترناشيونال”، نظم إيرانيون ونشطاء من الولايات المتحدة تجمعات في 15 ولاية أميركية، أمس السبت وستتواصل اليوم الأحد، احتجاجًا على الهجمات الكيماوية ضد المدارس الإيرانية.