السلطات الإيرانية تغلق محلا تجاريا بعد اعتداء أحد عناصر الباسيج على سيدتين غير محجبتين

بعد ردود الفعل على نشر فيديو لرجل بملابس مدنية يسكب دلوًا من اللبن على رأسي امرأتين، تم إغلاق محل الألبان الذي وقع فيه هذا الحادث، وظهر هاشتاغ “لبن” على تويتر الفارسي.

في غضون ذلك، أعرب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم من تكرار الاعتداءات بالحمض تحت ذريعة “كشف الحجاب” لدى النساء.

ويظهر مقطع فيديو تم إرساله إلى “إيران إنترناشيونال”، أنه تم إغلاق محل الألبان في شانديز، مشهد، حيث قام رجل بملابس مدنية بسكب الزبادي على سيدتين لم ترتديا الحجاب الإجباري.

ونُشر يوم الجمعة 31 مارس (آذار)، مقطع فيديو على الإنترنت، أظهر شخصًا يُعرف باسم باسيجي، وهو يفرغ دلوًا من اللبن على رأسي أم وابنتها لعدم ارتدائهما الحجاب الإجباري في مدينة شانديز. وقد اشتبك بعض الرجال الحاضرين في المحل مع هذا الشخص لدعم المرأتين.

وردا على هذا الفيديو، كتب محسن برهاني، المحامي والأستاذ المطرود من جامعة طهران بسبب موقفه النقدي ضد إعدام المتظاهرين، في تغريدة: “إذا تجاوز الناهي عن المنكر مرحلة التذكير اللساني مستهدفا الكرامة و الحياة والممتلكات والخصوصية وحقوق الأفراد، لم يعد هذا العمل نهيا عن المنكر، بل انتهاك غير قانوني وجريمة، ويحق للآخرين الدفاع المشروع عن النفس وفقًا للمادة 156 من قانون العقوبات الإسلامي”.

كما تحدثت بعض الشخصيات الإصلاحية عن تقوية “الانقسام ” بين المواطنين بسبب هذه الهجمات وعواقب “العصبية”. وكتب محمد علي أبطحي في تغريدة: “لم يكن وعاء زبادي قد سكب على رأس امرأتين بل كان نتن العصبية التي دفنت في دماغ المهاجم على مر السنين”.

وقد أشار الصحفي داود حشمتي إلى أن سكب دلو الزبادي ليس الحادثة الأخيرة في مواجهة رفض النساء ارتداء الحجاب الإجباري، وتوقع أن “هذه المواجهة” قد بدأت للتو: “سيتعين على النظام أن يوضح موقفه من هؤلاء المتشددين لأن الحكم في البلد أصبح بيد تيار واحد ولا يستطيع أن يلوم أحدا آخر”.

ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام والأشخاص التابعين للنظام كانت لهم وجهات نظر مختلفة نسبيًا في مواجهة انتشار هذا الفيديو.

وقد شجعت قناة “ديده بان انقلاب” القوى الثورية على ضرب الفتيات وكتبت: “ينبغي ضربهن بالعصي وليس اللبن فحسب. يجب معاقبة الأشخاص الذين لا يستمعون للكلام الطيب بهذه الطريقة. عندما يكون المسؤولون نائمين، يتصرف الناس بطريقتهم الخاصة”.
هذا الأسلوب الأكثر قسوة يبدو أنه مفضل لدى جزء كبير من النظام.

وكما ذكرت، مؤخرا، وكالة أنباء “هرانا”، الوكالة الإخبارية لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، فقد حكمت المحكمة على مريم بني رضي، ممرضة تعيش في قم، بالسجن لأكثر من ثمانية أشهر و 148 جلدة وعقوبات تكميلية أخرى لعدم التزامها بالحجاب الإجباري.

وهدد نواب في البرلمان وخطباء الجمعة في مدن مختلفة، في الأيام والأسابيع الماضية، النساء اللاتي يرفضن ارتداء الحجاب الإجباري، واتهموا هيئات حكومية أخرى بالتقاعس والإهمال في مواجهة “خلع الحجاب”.

وقال كاظم صديقي، رئيس مقر الأمر بالمعروف في 31 مارس (آذار): “للأسف أوقف البرلمان خطة العفة والحجاب. على الناس محاسبة البرلمانيين”.

وكتب البعض: تكاليف أن تكوني امرأة في ظل نظام الجمهورية الإسلامية، وتحدثوا عن إلقاء الحمض على الفتيات، وتسميم طالبات المدارس، والآن سكب اللبن على رؤوسهن.

ووصفت الناشطة بنفشة جمالي، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة، أن سكب اللبن على رأس امرأة رفضت ارتداء الحجاب الإجباري يذكرنا بـ “أيام الثمانينيات السوداء” وكتبت: “العقد الذي قاموا فيه بجر شفرات الحلاقة على شفاه النساء وجعلوا الشوارع غير آمنة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب”.

وكتبت مخاطبة النظام: “الجيل المطلع اليوم يختلف كثيرا جدا عن ذلك الجيل. الوقت ليس مثل تلك الأيام التي تفرض فيها رأيك بالقوة”.

وفي إشارة إلى التسميم المتسلسل لطالبات المدارس، كتب مستخدم آخر: “لماذا لا نصدق أن نفس الباسيجي الذي يسكب اللبن على رؤوس فتياتنا، لن يسمم هؤلاء الفتيات أنفسهن غدًا عندما تفتح المدارس؟ لم يكن الوضع أبدًا أكثر وضوحًا من الآن”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate