لم يتوقف التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، بل تفاقم مؤخراً مع انضمام فنلندا الأسبوع الماضي إلى الناتو.
وبينما رأت وزارة الخارجية الروسية أن مخاطر التصادم العسكري مع حلف شمال الأطلسي تزداد، رد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن البحر الأسود لن يكون أبدا بحر الناتو.
الناتو ونزع السلاح مفهومان متعارضان
أتى كلام المسؤول الروسي الرفيع تعليقا على تصريحات وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا حول البحر الأسود، والذي دعا إلى تحويل البحر الأسود إلى “بحر الناتو” وضرورة جعله منطقة منزوعة السلاح.
وأضاف بيسكوف في تصريحات صحافية :”لفتت انتباهنا تصريحات كوليبا.. البيان نفسه يستند إلى تناقضين: الناتو ونزع السلاح مفهومان متعارضان”.
ورأى كوليبا أن الوقت حان لتحويل البحر الأسود إلى ما أصبح عليه بحر البلطيق إلى بحر الناتو، داعياً إلى نزع السلاح من البحر الأسود حتى تتمكن البلدان المسالمة التي تحترم القانون من استخدامه للتجارة والسفر، وفق تعبيره.
كما أعرب عن أسفه لأن الغرب ليس لديه استراتيجية متسقة للبحر الأسود.
وأكد الوزير الأوكراني عزم كييف على محاولة بسط سيطرتها على المناطق التي أصبحت جزءا من روسيا.
توتر متصاعد
يشار إلى أن حدة التوترات في منطقة البحر الأسود كانت تصاعدت منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم المجاورة في عام 2014.
كما أن انضمام هلنسكي إلى الناتو لتصبح العضو الـ31 فيه، بعد اعتمادها سياسة عدم الانحياز العسكري مدة 3 عقود، يتيح للحلف أن يضاعف طول حدوده التي يتشاركها أعضاؤه مع روسيا، الأمر الذي يثير استياء الأخيرة
لاسيما أن موسكو ترى أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة يشكل أحد أبرز التهديدات لأمنها، منذ أن شكل رأس حربة في التصدي لها بشكل غير مباشر عبر الملف الأوكراني.
كما شكلت رغبة كييف في الانضمام إلى الأطلسي، أحد الأسباب التي تحججت بها روسيا لشن عملياتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي (2022).