أعلنت وزارة الخارجية المصرية، مساء الاثنين، مقتل مساعد الملحق الإداري المصري بسفارتها في الخرطوم، بفعل الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونعت عبر حسابها في “تويتر” الراحل، واصفة إياه بأنه “فقيد الواجب”، مؤكدة أنه قتل حينما كان في طريقه إلى مقر السفارة المصرية في العاصمة الخرطوم.
وقالت الوزارة في بيان: “تنعى وزارة الخارجية ببالغ الحزن والأسى فقيد الواجب، الأستاذ محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم. استشهد الفقيد وهو في طريقه إلى مقر السفارة لمتابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين. رحم الله فقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جناته.. وتحيا مصر دوماً بتضحيات أبنائها الأبرار”.
هذا وأفادت مصادر بأن هناك تعليمات صدرت لأعضاء السفارة المصرية بعدم التحرك إلا لحالات الضرورية فقط، وتقليل التحركات والابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الاشتباكات.
وقد تم تحديد ممرات آمنة لأعضاء السفارة المصرية للابتعاد قدر الإمكان عن أماكن الاشتباك أو أي عمليات استهداف، كما تم تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية وأعضائها منذ ليلة أمس.
المصادر أضافت أن الجهات الأمنية والمعنية المصرية فتحت تحقيقا موسعا حول ملابسات مقتل مساعد الملحق الإداري وسيتم الإسراع في عمليات الإجلاء والتنسيق من قبل السفارة. وأضافت أنه سيتم نقل جثمان مساعد الملحق الإداري إلى مصر خلال ساعات من الآن ليتم الدفن في مصر.
إجراءات جديدة
في حين أفادت مصادر بوجود تنسيق مع الجانب السوادني لفتح تحقيق في مقتل أحد أعضاء السفارة المصرية إثر الاشتباكات.
وكشفت أن القاهرة طالبت بمزيد من التوضيحات حول ملابسات الحادث، موضحة أنه سيتم نقل جثمان عضو مساعد الملحق الإداري على إحدى الطائرات المصرية لدفنه في بلاده.
كما أكدت على تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية بالتنسيق مع الجانب السوداني، لتشمل تأمين عناصر وأعضاء السفارة المصرية خلال الساعات المقبلة.
وأوضحت أن الجيش السوداني ينسق مع الجانب المصري لتأمين تحركات أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية بشكل أكبر.
مقتل أكثر من 420
يذكر أن الاشتباكات منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت لمقتل أكثر من 420 شخصاً وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
في حين أفادت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد عن “إجلاء 436 مواطناً من السودان عبر الإجلاء البري بالتنسيق مع السلطات السودانية”، الأحد.
كذلك تبادل طرفا النزاع الاتهامات بشأن استهداف المدنيين وخرق الهدن، وسط توقع مراقبين أن تستعر حدة القتال مجدداً مع تراجع عمليات الإجلاء.
كما تنتشر مخاوف من أن يطول أمد الحرب وتتوسع، لاسيما مع تمسك البرهان وحميدتي بهزيمة أحدهما الآخر.