مع اقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في 28 مايو الحالي، بات مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يجمع أصوات حزبين على أشد التناقض.
فقد أعلن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، رسمياً، أنه سيصوت ضد الرئيس الحالي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، الذي تقدم خلال الجولة الأولى دون أن يتمكن من حيازة الأغلبية التي تخوله الفوز.
هل يملك كليتشدار فرصة للفوز؟
وقال الحزب في مؤتمر عقده اليوم الخميس “أردوغان ليس خيارا لنا أبداً، والخيار الوحيد هو استبداله مع النظام الذي يمثله”، في إشارة إلى دعم مرشح المعارضة رسمياً
كما دعا أنصاره للتوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل تغيير “نظام الرجل الواحد”، وفق تعبيره، في إشارة إلى أردوغان الذي أدخل تعديلات قانونية على نظام الحكم خلال عهده وحوله من برلماني إلى رئاسي قبل سنوات.
علماً أن أصوات الأكراد، بحسب اصطلاعات الرأي في البلاد، كانت صبت في أغلب المناطق التي يطغى فيها الوجود التركي لصالح منافس أردوغان.
نقيضان
إلا أن المفارقة تكمن بأن كليتشدار أوغلو بات يجمع بين يديه الآن نقيضين شرسين، وهما حزب الشعوب الديمقراطي، فضلا عن القوميين المتطرفين.
فقد أيد زعيم هذا الحزب اليميني المتطرف والمُعادي للمهاجرين في تركيا أوميت أوزداغ، أمس الأربعاء، مرشح المعارضة.
وحث أوزداغ، الذي حصل حزبه على 2.2 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية يوم 14 مايو أيار، مؤيديه على دعم كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة التي يسعى فيها أردوغان إلى تمديد حكمه المستمر منذ عقدين.
كما قال أوزداغ خلال مؤتمر صحافي، إن حزبه وكليتشدار أوغلو اتفقا على خطة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية في غضون عام بعد الانتخابات “بما يتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان”. وأضاف أنه أجرى محادثات مماثلة مع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، لكنه قرر عدم تأييد الرئيس لأن خططه وحزبه لا تتضمن إعادة المهاجرين إلى بلدانهم، وفق قوله.
ومن المحتمل أن يوازن هذا التأييد الدعم الذي حصل عليه أردوغان يوم الاثنين بنيله تأييد سنان أوغان مرشح تحالف اليمين المتطرف بقيادة حزب الظفر.
يشار إلى أن تركيا تعتبر حاليا أكبر دولة تستضيف لاجئين في العالم، إذ يوجد بها نحو خمسة ملايين مهاجر بينهم 3.3 مليون سوري، بحسب بيانات وزارة الداخلية.