اشتباكات السودان: معارك في الخرطوم وتوتر بالجنينة مع ترقب هدنة جديدة

مقتل 17 بضربة جوية جنوب الخرطوم.. والحكومة تنفي التوصل لهدنة جديدة

تواصلت، اليوم السبت، الاشتباكات بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، وسط أنباء عن قرب التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة. ويسود التوتر والقلق في مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور.

وطبقاً لشهود عيان، فإن الطيران التابع للجيش وجّه ضربات جوية لتمركزات “قوات الدعم السريع” في مجمع اليرموك الصناعي، الذي استولت عليه الأسبوع قبل الماضي.

وأفادت غرفة طوارئ منطقة جنوب الحزام، وهي لجان مدنية شكّلها الأهالي، بسقوط قذائف بمنطقة أنقولا غرب جوار منطقة حيوية (سوق العزبات بمايو) وجنوب حيّ اليرموك، مشيرة إلى أن الحصيلة الأولية تؤكّد مقتل 17 شخصاً، من بينهم 5 أطفال و11 مصاباً، يتلقون العلاج بمستشفى بشائر. كذلك دمر القصف 25 منزلاً، بحسب المصدر نفسه.

وشهدت مناطق أخرى، مثل كبري الحلفايا في مدينة الخرطوم بحري، وأم بدة غرب مدينة أم درمان، اشتباكات منذ مساء أمس، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.

وتحدثت مصادر من “قوات الدعم السريع” لوسائل إعلام عن تمكن قواتها من إسقاط طائرة عسكرية تابعة للجيش بنيران مضاداتها الأرضية.

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، أدت، حسب تقديرات أولية، إلى مقتل نحو ألف من المدنيين وإصابة الآلاف ونزوح ولجوء ما يزيد على مليون شخص من العاصمة الخرطوم، بعضهم لجأوا إلى دول الجوار، أغلبهم إلى مصر.

وفي مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور، يستمر التوتر والقلق بسبب تزايد أعمال العنف القبلي بين القبائل العربية وقبيلة المساليت، وسط تعتيم واسع لما يجري، وذلك بعد 3 أيام من مقتل والي الولاية خميس عبد الله أبكر.

ويقول القيادي في حزب الأمة القومي إمام الحلو، إن “الأوضاع في الجنينة وصلت إلى مرحلة يمكن أن تؤدي إلى فناء تلك المدينة بالكامل، بتصعيد الاقتتال في ولاية غرب دارفور وانتشار الانفلات الأمني في بقية ولايات دارفور وفي بقية السودان، وكلها إفرازات لحرب 15 إبريل/نيسان، التي اندلعت في الخرطوم بين القوات المسلحة و”قوات الدعم السريع”، وانهيار منظومة الدولة، وخصوصاً الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حفظ المواطنين”.

وحمّل الحلو مسؤولية ما يجري في مدينة الجنينة، بما في ذلك مقتل واليها خميس عبد الله أبكر، القوات المسلحة والدعم السريع، مشيراً إلى “وجود سلسلة من الجرائم حتى قبل حرب إبريل، والعالم يصمت وأجهزة الدولة ضالعة في تلك الحرب اللعينة”.

واستطرد الحلو بقوله إن “تداعيات الحرب في غرب دارفور ستكون وخيمة على الإقليم كله، وخصوصاً دول الجوار، لأن الولاية لها موقع استراتيجي، ولا سيما مع احتمال تحولها إلى حرب أهلية في دارفور عامة”.

وذكر أن المطلوب الآن “تحرك القوى المدنية السياسية لإيجاد حل سياسي تفاوضي لتحقيق السلام بدعم من المجتمع الدولي ودول الإقليم، وبغير ذلك لن تهدأ تلك الحرب، وسيكون وقودها المواطن السوداني”.

من جانبه، يرى الناشط السياسي يعقوب الدموك أن “ما تقوم به مليشيا الدعم السريع في الخرطوم والجنينة يرتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، ويفتح الباب على مصراعيه لحرب أهلية في المنطقة، قد تمتد إلى داخل تشاد”.

ويضيف: “قد يقود ذلك إلى تدخل دولي تحت البند السابع لحماية السكان، خصوصاً من جانب فرنسا، المعنية بالدرجة الأولى بحماية النظام في تشاد”، مشيراً إلى أن “تلك المعطيات ستعجل بسقوط الدعم السريع لعدم وجود حاضنة اجتماعية له في السودان بعد أن رفضه المجتمع السوداني”.

سياسياً، ذكرت مصادر قريبة من مفاوضات جدة بين الجيش و”الدعم السريع” أن الطرفين في طريقهما لتوقيع اتفاق هدنة إنسانية جديدة قصيرة الأجل.

وأشارت المصادر، إلى أن الوسيطين السعودي والأميركي يمارسان ضغوطاً على الطرفين للمضيّ قدماً في وقف الحرب وفق ترتيبات مرحلية تبدأ بالهدن القصيرة، ثم وقف إطلاق نار شامل، والاتفاق على الترتيبات الأمنية، ثم الحل السياسي بمشاركة القوى المدنية الموقعة للاتفاق الإطاري.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate