عقب التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته لليابان بأن أوكرانيا لم تقدم حتى الآن دليلاً على استخدام روسيا لطائرات مسيرة إيرانية الصنع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن قدمت وثائق في هذا الصدد.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، سأل، ضاحكاً، في مؤتمر صحافي، يوم الاثنين 7 أغسطس (آب) رداً على ادعاء حسين أمير عبد اللهيان: هل تريد إيران “أدلة أكثر من الطائرة المسيرة التي تم إسقاطها والتي تحتوي على أجزاء صنعت في إيران”؟
وعلى الرغم من أن وكالة الدفاع الوطني الأميركية أقامت معرضًا الأسبوع الماضي حول الطائرات الإيرانية المسيرة المستخدمة في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إلا أن وزير الخارجية الإيراني “نفى” مرة أخرى خلال زيارته لليابان تزويد روسيا بطائرات مسيرة من صنع الصناعة العسكرية للحرس الثوري الإيراني.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحافي في طوكيو يوم الاثنين: “لم نوفر أي طائرات مسيرة لاستخدامها في حرب أوكرانيا” وأن جهود طهران تركز على “الحوار وإيجاد حل سياسي” لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف أن “أميركا والغرب يجب أن يتوقفوا عن توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إيران”.
وردًا على تصريحات حسين أمير عبد اللهيان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه إذا كان هناك طلب من وزير الخارجية الإيراني لاستلام الوثائق، لقدمناها بالتأكيد.
وأضاف ماثيو ميللر أن الولايات المتحدة تبادلت معلوماتها بشأن أوكرانيا منذ بداية الصراع. وبحسب هذا المتحدث، فإن قرار تقديم وثائق من أوكرانيا إلى إيران في هذا الصدد بيد السلطات الأوكرانية، والولايات المتحدة “مستعدة للتعاون مع كييف”.
في الأسبوع الماضي، أثناء الكشف في وزارة الدفاع بواشنطن، عن الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع التي تم إسقاطها، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون إن هناك “أدلة دامغة” على أن إيران هي من صنع الطائرات المسيرة.
وأظهرت المقارنة بين الجناح والمحرك لطائرتين مسيرتين من طراز “شاهد 131″، أسقطت إحداهما في كردستان العراق والأخرى في أوكرانيا، تشابهاً تاماً.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها تقيم المعرض المذكور بهدف تحذير وإبلاغ الشركات العاملة في الدول الحليفة بإمكانية استخدام أجزاء من صنعها في الطائرات الإيرانية المسيرة.
وفي وقت سابق، ظهر رئيس أوكرانيا، وهو يقف بجانب حطام الطائرة المسيرة “شاهد 136” التي تم إسقاطها في كييف، قائلاً إن إيران شريكة في جرائم روسيا في قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الأوكرانية.
وقبل أسابيع قليلة، سأل فولوديمير زيلينسكي النظام الإيراني في مقطع فيديو: “ما فائدة أن تكون شريكًا في الإرهاب الروسي؟”، وطالب الشعب الإيراني ببذل جهد للتأثير على نظامه لمنع تزويد روسيا بالسلاح.
وقال زيلينسكي لوسائل الإعلام الإيطالية خلال رحلته إلى أوروبا قبل ثلاثة أشهر، بصرف النظر عن شحنات الطائرات المسيرة في العام الماضي، لدى أوكرانيا “معلومات مؤكدة” تفيد بأن إيران تواصل تزويد روسيا بطائرات مسيرة تحتوي على قنابل.
وفي تقارير عن هجمات بطائرات مسيرة روسية على مناطق مختلفة من أوكرانيا في الأيام الماضية، وصف الجيش الأوكراني، مرارًا وتكرارًا، الطائرات المسيرة بأنها من صنع إيران. في غضون ذلك، أكد سلاح الجو الأوكراني على أن نظامه الدفاعي أسقط العديد من الطائرات المسيرة.
يذكر أن العدد الكبير من الطائرات المسيرة التي أفادت أوكرانيا بأن روسيا تستخدمها في الهجمات، يشير إلى الإمداد المستمر لهذه الطائرات الانتحارية المجهزة بالقنابل من إيران إلى الجيش الروسي.
وأعلنت الولايات المتحدة، قبل أسبوعين، أنها ستقدم وثائق تتعلق بقيام إيران تجهيز روسيا بطائرات مسيرة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وتعتقد إدارة جو بايدن والدول الغربية وحلفاء آخرون لواشنطن، مثل اليابان، أن الطائرات الإيرانية المسيرة كانت عنصرًا رئيسيًا في استمرار حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، في لقاء مع نظيره الإيراني في طوكيو، يوم الاثنين، إن الحكومة اليابانية قلقة بشأن تجهيز روسيا بطائرات إيرانية مسيرة، وكذلك بشأن تقدم برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وأضاف بيان وزارة الخارجية اليابانية أن هاياشي طلب من طهران اتباع نهج بناء في هذه المجالات.
ولم ترد اليابان بعد على نفي طهران تزويد روسيا بطائرات مسيرة.