كشفت قوات الأمن اللبنانية عن شبكة لتهريب الأسلحة إلى حماس من إيران، على الأراضي اللبنانية، بحسب ما نقلته قناة “إيران إنترناشيونال”.
وأضافت “إيران إنترناشيونال” أن ميشال إلياس فرانسيس (43 عاما)، وهو ضابط سابق في الجيش اللبناني ومقيم في حي “سن الفيل” في بيروت، ومالك متجر فادي إلياس للأجهزة المنزلية بالمدينة، هو أحد من ساعدوا في تهريب الأسلحة إلى حركة حماس.
كما أن هناك شخصا آخر رهن الاعتقال هو محمد زكي شاهين (50 عاما) وهو عضو في حركة حماس ويقيم في بيروت.
وفي وقت سابق، تم الكشف عن جزء آخر من العملية الخاصة للحرس الثوري الإيراني ضد إسرائيل باستخدام قوات تابعة لحركة حماس.
وفي منتصف أبريل (نيسان)، قامت وكالة المخابرات والعمليات الخاصة الإسرائيلية، بضرب شبكة تابعة للحرس الثوري الإيراني، في الضفة الغربية.
وكان من المفترض أن يقوم يوسف منصور، وهو من سكان الضفة الغربية، بجمع معلومات سرية حول النشاط العسكري في إسرائيل بناء على طلب من عملاء الحرس الثوري الإيراني. وأن يوسف تسلم المال من خلال شقيقه مرسل. وساعدتهم امرأة تدعى هدا محانه في عملية التجسس.
وكانت هذه المجموعة على اتصال بعملاء الحرس الثوري الإيراني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأحد هؤلاء العملاء هو الحاج محمد رضوان (رادوان)، المعروف باسم محمد بشير.
يشار إلى أن الفرع الفلسطيني للحرس الثوري الإيراني في لبنان، يرأسه محمد سعيد إيزدي، المعروف باسم الحاج رمضان. وهو مسؤول عن التنسيق بين حماس والجهاد الإسلامي في غزة، ويهودية، وسامرية، والأردن.
ونشرت إسرائيل صورة إيزدي لأول مرة عام 2018، وبعد عام، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه.
وفي الوقت نفسه، تعهد محمد سعيد إيزدي، على حسابه في “تويتر”، بتعزيز القدرات العسكرية والمدنية لحزب الله في لبنان على مدى السنوات الـ40 المقبلة بالأموال الإيرانية، للقضاء على إسرائيل.
وعندما تم تعظيم العقوبات الأميركية ضد النظام الإيراني في ظل سياسة الضغط القصوى لحكومة ترامب، دعا إيزدي في تغريدة أخرى أعضاء “محور المقاومة” إلى خفض إنفاقهم، بسبب المشاكل الاقتصادية.
وغضب لاعتقال حماس لأعضاء حركة صابرين في غزة، محذرا من أنهم إذا أرادوا الاستمرار في تلقي الأموال من النظام الإيراني، فعليهم إطلاق سراح أعضاء “صابرين” سريعًا.
كما يعتبر علي مرشاد شيرازي، الملقب بأبو جواد، والحاج مرشاد، عضوا بارزا آخر في الفرع الفلسطيني للحرس الثوري الإيراني في لبنان.
وهو مدير مكتب الحاج رمضان، ورئيس وحدة المراقبة والتحكم، التي هي على اتصال مع الوحدة 340، أي وحدة الإدارة الفنية لفيلق القدس.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن مجيد زيرايي، المعروف أيضا باسم أبورقية، هو ضابط العمليات في الفرع الفلسطيني لفيلق القدس.
وحتى قبل 6 سنوات، عندما كان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كانت علاقات هذه الجماعة المسلحة سيئة مع النظام الإيراني.
وأولئك الذين كانت لديهم جذور في جماعة الإخوان المسلمين لم يقفوا مع الدكتاتور السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، على عكس طهران، لكن في عام 2017 غيرت 3 أحداث العلاقات بين حماس والنظام الإيراني.
ومع تعتيم العلاقات بين الرياض وقطر، أصبحت إيران، التي تعد أهم الداعمين الماليين لحماس، تحت الحصار الاقتصادي.
ومن ناحية أخرى، تحسنت العلاقات الإسرائيلية- التركية، ولم تعد الأراضي التركية آمنة لقادة حماس. وفي تحول استراتيجي داخل حماس نفسها، حل إسماعيل هنية محل خالد مشعل، واكتسب مسؤول حماس يحيى السنوار المزيد من السلطة في غزة.
وفي هذا الوقت، اقتربت حماس من النظام الإيراني بتغيير استراتيجي. كما اغتنمت طهران هذه الفرصة وعززت فرعها الفلسطيني في لبنان.
ولا تنكر حماس الآن تحالفها مع حزب الله. وقبل عامين، في معركة الشيخ جراح بين القوات الفلسطينية والإسرائيلية، أعلن السنوار رسميا أن غرفة عمليات مشتركة في لبنان تدعم حماس بحضور كبار ضباط حزب الله، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ويبدو أن النظام الإيراني يسعى لتشكيل “حزب الله” ثانٍ في لبنان لمهاجمة إسرائيل بجبهة واحدة عند الضرورة. وهو الحلم الذي كلف طهران مئات الملايين من الدولارات، مما جعل إيران أم الميليشيات الشيعية والسنية على الخطوط الأمامية للحرب مع إسرائيل.