تظهر الأدلة الفنية أنه عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني في مركز الاعتقال التابع لدورية شرطة الأخلاق والانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية، تتزايد انقطاعات الإنترنت بشكل ملحوظ.
وأعلنت شركة “نت بلوكس” التي تراقب حالة الوصول إلى الإنترنت في دول العالم، عن حدوث انقطاعات بشبكة الإنترنت في إيران يومي 9 و10 سبتمبر(أيلول) في حوالي الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت إيران.
وبحسب هذا التقرير، فإن المواطنين الذين يعيشون في شمال غرب البلاد، المنطقة القريبة من مسقط رأس مهسا أميني، شعروا بالأثر الأكبر المتعلق بانقطاع الإنترنت في 10 سبتمبر.
وقد أعلنت “نت بلوكس”، الليلة الماضية، أيضًا عن انقطاع مماثل في وضع الوصول إلى الإنترنت في إيران.
ووفقًا لهذه المجموعة، ففي حوالي الساعة الواحدة صباحًا، انخفض فجأة ما يقرب من 29 % من النطاق الترددي العادي للإنترنت في إيران.
وتؤكد التقارير المختلفة للمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي تزايد المشاكل في الوصول إلى الإنترنت.
وردا على الاضطرابات التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، زعمت شركة البنية التحتية للاتصالات أن ذلك حدث بسبب “استبدال وتحديث معدات الشبكة” في بعض المشغلين ومراكز البيانات، ومن المفترض أن يتم تنفيذه “خلال عدة أيام”.
ونفى الرئيس التنفيذي لشركة البنية التحتية للاتصالات، محمد جعفر بور، أي خلل متعمد في شبكة الإنترنت بالبلاد وادعى أن جودة البنية التحتية للشبكة في إيران أفضل من تلك الموجودة في الدول الأخرى بالمنطقة. في المقابل، رفض خبراء الألعاب في حديث مع صحيفة “دنياي اقتصاد” ادعاء جعفر بور، بما في ذلك ما يتعلق بملاءمة ظروف الألعاب عبر الإنترنت في البلاد، ووصفوا وضع الإنترنت بالحرج بالنسبة للمستخدمين.
وبحسب مختلف المؤشرات والمصادر الدولية، فإن ترتيب إيران من حيث سرعة وجودة الوصول إلى الإنترنت أقل من دول مثل الإمارات العربية المتحدة وتركيا وأرمينيا وأذربيجان وقطر وعمان.
ومنذ أن تولت حكومة إبراهيم رئيسي السلطة، كانت سياسة قطع الوصول إلى منصات الإنترنت الشهيرة وفي نفس الوقت الاستثمار في مشاريع حكومية مماثلة، أحد الأهداف الرئيسية لوزارة الاتصالات.
وخلال العامين الماضيين، حاولت هذه الوزارة الامتناع عن نشر إحصائيات عامة تتعلق بحجم استهلاك النطاق الترددي للإنترنت في إيران.
كما وصف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إيران، يوم الثلاثاء 22 أغسطس(آب)، أثناء حضوره الجلسة العامة للبرلمان، ادعاء الخلل في سرعة وجودة الإنترنت في إيران بأنه “حرب نفسية”.
يأتي ذلك في حين أن التقارير التي نشرتها المؤسسات والشركات المحلية حول هذه القضية أيضًا تؤكد الحالة السيئة للإنترنت.
ومنذ وقت ليس ببعيد، انتقدت جمعية التجارة الإلكترونية الإيرانية، التي تضم مجموعة من الشركات البارزة في البلاد، الوضع الحرج للإنترنت من خلال نشر تقرير مفصل.
ووفقا لهذا التقرير، تمتلك إيران ثاني أكثر شبكات الإنترنت اضطرابا بعد ميانمار وثاني إنترنت محدود في العالم بعد الصين.
وقد أظهرت شركة “سيرفشارك” (Surfshark)، وهي مجموعة ناشطة في مجال المراقبة وتوفير الوصول الحر إلى الإنترنت، في تقرير نشرته يوم الثلاثاء 5 سبتمبر(أيلول)، أن مدينة زاهدان (مركز محافظة بلوشستان) وبالتالي إيران، شهدت في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أكبر عدد من انقطاعات الإنترنت في العالم.