ألقى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بينما تتواصل الاحتجاجات ضد وجود الوفد الإيراني في نيويورك. وفي هذه الأثناء، لم يجب أعضاء الوفد الإيراني على أي من أسئلة “إيران إنترناشيونال”.
وعزا “رئيسي”، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، انتفاضة الشعب الإيراني إلى الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب، وقال: “في العام الماضي، كان الشعب الإيراني هدفا لأكبر هجوم إعلامي وحرب نفسية في التاريخ. وأضاف: “بعض الدول الغربية وأجهزتها الاستخباراتية أخطأت في حساباتها العام الماضي”.
ووصف رئيس الجمهورية الإيرانية “مشروع أمركة العالم” بالفاشل، ودافع عن التصرفات الإقليمية للنظام الإيراني، وأكد أن الأمن الحالي لبعض دول المنطقة “بسبب” أعمال قاسم سليماني، واصفا مقتله بأنه “مكافأة لداعش”.
ووصف “رئيسي” انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عهد ترامب بأنه “انتهاك واضح لمبدأ الوفاء بالعهد”، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تبني الثقة لإنهاء المفاوضات.
كما اتهم الرئيس الإيراني الدول الأوروبية بعدم الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي، وقال إن على هذه الدول “أن تفهم أنها ستخسر إذا سارعت في طريق المواجهة المكلف”.
وقال “رئيسي”، دون الإشارة إلى مساعدة إيران لروسيا في حرب أوكرانيا، إن الصراع العسكري ليس هو الحل للمشكلة، وأشار إلى أن طهران ترحب بأي مبادرة لإنهاء الحرب وبدء العملية السياسية، وهي مستعدة للقيام بدور في هذا المجال.
وأضاف في جزء آخر من كلمته أن “معاداة الإسلام والفصل العنصري الثقافي” تجلت بأشكالها المختلفة، بما في ذلك حرق القرآن الكريم ومنع الحجاب في المدارس.
وفي معرض تأكيده على وجهة نظر الإسلام تجاه الأسرة، طلب “رئيسي” من الأمم المتحدة جعل “حماية الأسرة والزواج” أجندة مشتركة للعالم.
ومن خلال تكرار مواقف النظام الإيراني المناهضة للمثلية، اعتبر رئيس إيران مؤسسة الأسرة نتيجة “ارتباط المرأة والرجل”، ووصف ضمنا الأشكال الأخرى لتكوين الأسرة، بما في ذلك زواج المثليين، بأنها “روايات ملفقة عن الزواج والجنس”، و”محاولات للقضاء على المفاهيم السامية مثل الأم والأب والأسرة الطبيعية”، ومثال للجرائم ضد الإنسانية وانقطاع الجنس البشري.
وقال منتقدا وضع حقوق الإنسان في الغرب: “هل تستطيع أميركا، التي لديها أكبر سجن للأمهات في العالم، أن تقلق بصدق بشأن حقوق المرأة؟”.
استمرار الاحتجاجات ضد وجود الوفد الإيراني في نيويورك
تأتي كلمة “رئيسي” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بينما نظم عدد من الإيرانيين مسيرة احتجاجية أمام مقر انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ورددوا شعارات مثل “المرأة، الحياة، الحرية”، “يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين”، “لا للتعامل مع الملالي”.
وطرحت مريم رحمتي، مراسلة “إيران إنترناشيونال”، أسئلة على إبراهيم رئيسي عندما دخل الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحدث، لكنه رفض الإجابة.
كما رفض وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، الإجابة على الأسئلة المتنوعة والمتكررة لمراسل “إيران إنترناشيونال”.
وأيضا لم يجب مساعد وزير خارجية إيران، علي باقري كني، على هامش الاجتماع، على الأسئلة المتكررة من مراسل “إيران إنترناشيونال” حول المتظاهرين والأطفال الذين قتلوا والصحفيين المحتجزين خلال الانتفاضة الشعبية.
ويظهر تقرير مراسل “إيران إنترناشيونال”، كيان أماني، سلوك وفد النظام الإيراني في نيويورك مع الصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد أثار خطاب “رئيسي” ردود فعل من مختلف المسؤولين الأجانب. وغادر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، كلمة إبراهيم رئيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو يحمل صورة مهسا أميني.
وفي إشارة إلى وجود إبراهيم رئيسي في نيويورك، قال السيناتور الجمهوري جوني إرنست للصحفيين: جزار طهران، رغم العقوبات المفروضة عليه وبالتأشيرة التي منحتها له حكومة بايدن، دخل الأراضي الأميركية ويمارس الدعاية لصالح النظام الإيراني في الأمم المتحدة.
وردا على تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران مقابل الإفراج عن ستة مليارات دولار، قال إرنست: على جو بايدن أن يتوقف عن تشجيع طهران على الانخراط في “دبلوماسية الرهائن”.
وقالت مارشا بلاكبيرن، وهي عضوة أخرى في مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري: “أولاً، سلم بايدن ستة مليارات دولار لإيران مقابل السجناء، والآن سمح لإبراهيم رئيسي بدخول أميركا والتحدث في الأمم المتحدة؛ “توقف عن الانحناء أمام النظام الإيراني”.
في غضون ذلك، أشار لورانس نورمان، مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مصدر مطلع، إلى لقاء علي باقري كني بمسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان في نيويورك وكتب: “لم يتم إحراز أي تقدم في العودة إلى المفاوضات النووية مع إيران”.