تحدث مراقبون بعد ساعات من شن حماس هجومها المنسق وواسع النطاق على إسرائيل، اليوم السبت 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عن دور طهران في تخطيط هجوم هذه الحركة المدعومة من النظام الإيراني.
وبالإضافة إلى الهجوم الصاروخي المكثف، اليوم السبت، قام “مسلحون تابعون لحماس بعبور الحدود إلى إسرائيل”.
وتعد هذه أكبر مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس بعد حرب عام 2021 التي استغرقت 10 أيام.
وأظهرت تقارير وصور نشرت في وسائل إعلام إسرائيلية؛ مسلحين فلسطينيين وجنودا إسرائيليين يتبادلون إطلاق النار في مدن جنوب إسرائيل.
وأعلن محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في رسالة إلى وسيلة إعلامية تابعة للحركة عن بدء العمليات ضد إسرائيل، داعيًا جميع الفلسطينيين للانضمام إلى الحرب أينما كانوا، مضيفًا: “ستبدأ اليوم أكبر معركة لإنهاء الاحتلال”.
ووفقا لما قاله الضيف، فقد تم “إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ على إسرائيل”.
وقال يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي: “نحن ندعم عملية طوفان الأقصى ولدينا يقين من أن جبهة المقاومة تدعمها أيضا”.
وفي الوقت نفسه، كتبت وكالة “تسنيم” للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن “الفلسطينيين أسروا عددا من الجنود وقوات الشرطة الإسرائيلية”. كما ذكرت “تسنيم” أن “العديد من الإسرائيليين قتلوا أو أصيبوا في هجمات اليوم”.
وقد أسفر الهجوم الصاروخي والبري الذي شنته حماس على إسرائيل عن مقتل 250 شخصا على الأقل، وجرح أكثر من 1100 آخرين، كما أن عددا من الجرحى في حالة حرجة، وفقا لما ذكرته القناة الـ12 الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن “قوات حماس أسرت عددا من الإسرائيليين”.
كما نشرت وسائل إعلام مقربة من حماس مقطع فيديو لدبابة مدمرة تابعة للجيش الإسرائيلي.
وذكر مصدر أمني أيضًا أن “تل أبيب على علم بأسر القوات الفلسطينية للعديد من الإسرائيليين، لكنها غير راغبة في تقديم مزيد من المعلومات”.
ووفقا للتقرير، قامت القوات الإسرائيلية بعمليات في قطاع غزة، ولكن لم يتم الكشف عن التفاصيل.
وكانت قناة “إيران إنترناشيونال” قد ذكرت في أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي أن “خبراء أمنيين إسرائيليين يعتقدون أن هناك إمكانية لمواجهة واسعة النطاق مع المسلحين الفلسطينيين في الأسابيع المقبلة”.
كما ذكرت تقارير صحافية أن “عناصر تابعة لحزب الله اللبناني كانوا موجودين بالقرب من الحدود الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة”. وكان حزب الله قد أكد في وقت سابق أنه “سينضم إلى القوات الفلسطينية في حالة نشوب صراع عسكري”.
كما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت بأنه “إذا تدخل حزب الله في اشتباك تل أبيب مع الجماعات الفلسطينية، فإن إسرائيل ستقصف لبنان وتعيدها إلى العصر الحجري”.
أما إيران، التي أعلنت في العقود الأخيرة أنها تسعى إلى تدمير إسرائيل، فقد كثفت خطابها ضد تل أبيب في الأشهر الأخيرة. ودعا مسؤولون في طهران جماعات المقاومة الفلسطينية مرارا إلى زيادة الهجمات على إسرائيل.
وقد أعرب النظام الإيراني مرارا عن دعمه العلني للجماعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان، التي تعمل كقوات وكيلة لطهران في المنطقة.
وفي أغسطس (آب) الماضي، بعد أن “هاجمت إسرائيل جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا يدعو إلى “تحرير القدس، وإزالة الورم السرطاني الإسرائيلي من خريطة العالم”.