قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين 9 أكتوبر (تشرين الأول)، إن طهران تدافع عن “الحق المشروع” لفلسطين “في رفع العدوان ورد الاحتلال”. وشدد على أن أي إجراء ضد إيران سيواجه “برد مدمر”.
في الوقت نفسه، وصل سعر الدولار الأميركي في سوق طهران المفتوحة إلى أعلى مستوى له خلال الأشهر الخمسة الماضية متجاوزاً 53 ألف تومان.
وبحسب مواقع إعلامية فإن سعر كل عملة ذهبية تجاوز 31 مليونا و400 ألف تومان.
وقد بدأ الاتجاه التصاعدي لأسعار مختلف العملات والذهب في إيران منذ أول من أمس السبت 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد هجوم حماس على إسرائيل ودعم النظام الإيراني لهذا الهجوم.
وقد ارتفع الدولار الأميركي بأكثر من 3 آلاف تومان في الأيام الثلاثة الماضية.
لكن المتحدث باسم وزارة خارجية إيران أعلن في مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم الاثنين 9 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يحاولان “تغيير موقع الظالم والمظلوم” في الصراع بين حماس وإسرائيل.
واتهم كنعاني إسرائيل بتنفيذ أعمال استفزازية ضد الفلسطينيين ومعتقداتهم، وقال إن هجمات حماس العسكرية كانت ردا على “الجرائم اليومية” التي ترتكبها إسرائيل.
ووفقا لآخر الإحصائيات، قُتل ما لا يقل عن 700 إسرائيلي، وأصيب 2382 آخرون في هجمات حماس على إسرائيل. فيما تفيد التقارير بأن 22 من المصابين في حالة خطيرة. وحتى الآن، فقد 493 شخصًا أرواحهم وأصيب 2750 شخصًا بجروح في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما رد كنعاني على التقارير حول دور إيران في هجمات حماس، وأوضح أن هذه التصريحات تأتي “لأغراض سياسية ولتبرير الهزيمة الأخيرة”.
وأضاف أن إسرائيل والدول الغربية تسعى إلى “حرف الرأي العام وتبرير أفعالها المقبلة” من خلال ذكر اسمي إيران وحزب الله اللبناني.
كما أكد المتحدث باسم وزارة خارجية إيران أن “المقاومة الفلسطينية” يمكنها اتخاذ خطوات للدفاع عن نفسها “بالاعتماد على قوتها الذاتية”.
وقبل كنعاني، نفى المندوب الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة أيضا تورط إيران في هجمات حماس ضد إسرائيل.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعرب مايكل هرتزوغ، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، عن قلقه بشأن دور إيران في تنظيم هجوم حماس على إسرائيل، قائلاً: “نشتبه في تورط إيران”. وأضاف: “من يعتدي على إسرائيل سنرد عليه”.
وعلى الرغم من نفي طهران، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحرس الثوري الإيراني وأعضاء من حماس وحزب الله، عقدوا عدة اجتماعات في بيروت منذ أغسطس (آب) للتخطيط لهجوم على إسرائيل، شارك في بعض منها إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما شارك في الاجتماع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله.
وفي الوقت نفسه، كتبت شبكة “سي إن إن”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن واشنطن لم تجد بعد دليلاً على دور إيران المباشر في تخطيط وتنفيذ هجمات حماس القاتلة ضد إسرائيل.
وذكرت أيضًا أن الولايات المتحدة ترسل المزيد من الطائرات المقاتلة إلى الشرق الأوسط بهدف منع أي هجوم إيراني أو توسيع للحرب خارج حدود إسرائيل.
واعتبر كنعاني هذا الإجراء بمثابة مشاركة من واشنطن في “انتهاكات إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني، وجرائمها”.
يذكر أن إيران، التي أعلنت دائما في العقود الماضية أنها تسعى إلى تدمير إسرائيل، كثفت هجماتها اللفظية ضد تل أبيب في الأشهر القليلة الماضية.
وبعد ساعات من بدء الهجوم الواسع النطاق والمنسق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، يوم السبت 7 أكتوبر (تشرين الأول)، اتجهت الأنظار نحو طهران وبدأت التكهنات حول دور النظام الإيراني في التخطيط لهذا الهجوم.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد قال يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) إن دول المنطقة التي تسعى إلى إقامة علاقات مع تل أبيب ستتضرر.
وشبه تطبيع العلاقات بين دول المنطقة وإسرائيل بـ”الرهان على حصان خاسر”، ووصفها بأنها مقامرة “محكوم عليها بالخسارة”.
وأدت هجمات حماس، التي جاءت بعد أسابيع قليلة من اتفاق طهران وواشنطن على الإفراج عن 6 مليارات دولار من الإيرادات الإيرانية المجمدة، إلى زيادة الانتقادات ضد إدارة جو بايدن لتسامحها مع النظام الإيراني.