أتم قطاع غزة، اليوم السبت، 4 أسابيع من التصعيد بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع المحاصر، والعنوان الأساسي هو سقوط المزيد من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، وسط أوضاع مأساوية، فيما تعد غزة مقبرة جماعية رابعة للضحايا مجهولي الهوية.
وفي آخر التطورات، قال شهود عيان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم السبت إن عشرات القتلى سقطوا جراء قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال غزة.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعرضت للقصف هي “أكبر مراكز الإيواء في القطاع”، واضافت أن اكثر من 150 شهيدا وجريحا سقطوا جراء هذا القصف.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم السبت إن شخصين قتلا وأصيب آخرون جراء قصف للقوات الإسرائيلية لبوابة مستشفى النصر للأطفال بمدينة غزة. وكانت وسائل إعلام فلسطينية أفادت بأن غارات وقعت على مستشفى القدس في تل الهوا في قطاع غزة.
وذكر مراسلون أن غارة إسرائيلية استهدفت برجا سكنيا في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، مشيرا الى وقوع قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على سوق البساطات في حي الشجاعية بغزة.
وفي وقت سابق، نشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا لعملياته البرية في شمال قطاع غزة، وقال إنه اشتبك مع 15 مسلحا من حركة حماس في شمال غزة. وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اليوم السبت، إن الجيش الإسرائيلي يقول إن قواته نفذت عملية توغل بجنوب قطاع غزة مع استمرار العمليات. وأضافت أنه خلال العملية، واجهت القوات خلية تابعة لحماس خرجت من أحد الأنفاق. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن القوات قتلتهم.
هذا وأفادت إذاعة تابعة لحماس بأن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على منزل في غزة لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الموجود خارج القطاع. وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن طائرة مسيرة قصفت منزل هنية في مخيم الشاطئ بقطاع غزة. وأشار إلى أن ذلك يأتي تمهيدا لقصفه بالطيران الحربي على ما يبدو.
يأتي ذلك فيما أشار إعلام فلسطيني إلى قصف إسرائيلي طال خزان مياه يغذي أحياء في رفح جنوبي القطاع. كما استهدفت غارة إسرائيلية شارع الرشيد الساحلي غرب قطاع غزة. وقال متحدث بلدية غزة لـ”العربية” و”الحدث” إن إسرائيل تحاول قطع طريق الرشيد الساحلي غربي غزة من خلال تدميره وإطلاق النار على نازحين على الطريق، حيث إنها تسعى إلى فصل شمال غزة عن بقية مناطق القطاع.
وجدد طيران الجيش الإسرائيلي قصفه على عدة مناطق في قطاع غزة. وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن غارات وصفها بالعنيفة استهدفت مناطق في بيت لاهيا شمال قطاع غزة وحي النصر غرب القطاع، ما أدى لمقتل سبعة أشخاص، مشيرا إلى أن أكثر من 20 غارة حتى الآن على حي الزيتون بغزة.
وشن الجيش الإسرائيلي عدة غارات على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفي منطقة القرارة شرقها، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
محاولة تسلل بالغواصين والطائرات الشراعية
يأتي ذلك فيما أعلنت مصادر أن اشتباكات دارت بين الجيش الإسرائيلي وعناصر من النخبة التابعة لحماس في محيط قاعدة زيكيم العسكرية التي تطل على شواطئ مدينة عسقلان، ما أدى إلى مقتل 6 من عناصر حماس وإصابة 4 جنود إسرائيليين أحدهم في حالة خطرة.
ووفقاً للمصادر فإن الاشتباكات جاءت إثر محاولة تسلل باستخدام غواصين ومسلحين على طائرات شراعية.
قبل ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، إن إسرائيل قتلت منذ بداية الحرب 10 قادة تابعين لحماس.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام استهداف تل أبيب برشقات من الصواريخ، حيث اعترضت منظومة القبة الحديدية عدداً من صواريخ أطلقت باتجاه تل أبيب ومدن وسط إسرائيل.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن مصادر محلية، أن الطيران الإسرائيلي استهدف منطقة العطاطرة والسودانية وشمال بيت لاهيا. وأضافت الوكالة أن الطيران استهدف منازل في بيت حانون وجباليا وحي النصر ومحيط المستشفى الإندونيسي في مدينة غزة، وحي التفاح شرق المدينة ومخيمي النصيرات والبريج.
غارات عنيفة
وقالت الوكالة إن الطيران الإسرائيلي ومدفعيته نفذا عدة غارات على مدينة خان يونس جنوب غزة ومنطقة القرارة شرق القطاع. ونقلت عن مصادر أن القصف أوقع قتلى وعددا كبيرا من الجرحى، دون تحديد أرقام.
وتحدث المركز الفلسطيني للإعلام عن استهداف مدفعي على طول حدود القطاع “بشكل عنيف جدا”، وآخر شرقي خان يونس ودير البلح، بينما شنت القوات الإسرائيلية غارات على مستشفى القدس في تل الهوى.
ونقلت الوكالة الفلسطينية عن مصادر أن المدفعية الإسرائيلية واصلت خلال ساعات الليل قصف المناطق الشرقية لقطاع غزة، بينما جدد الطيران قصف منازل في المنطقة المحيطة بمستشفى القدس غرب مدينة غزة.
وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق أن الطيران استهدف منازل في محيط المستشفى الإندونيسي بمدينة غزة وحي التفاح شرق المدينة ومخيم البريج.
مقابر جماعية
هذا وقال مسؤول كبير في وزارة الصحة بقطاع غزة، أمس الجمعة، إن أكثر من 50 جثة لمجهولي الهوية من ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع سينقلون إلى مقبرة جماعية هي الرابعة التي اضطرت السلطات الحاكمة في القطاع لإعدادها لاستيعاب من يفشلون في التعرف على هويته.
وأشار منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إلى أن عدد الجثث مجهولة الهوية التي ستنقل للمقبرة لا يزال في ازدياد.
وبعد أربعة أسابيع من بدء التصعيد الحالي بين حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة وإسرائيل، أعلنت وزارة الصحة في القطاع في وقت سابق اليوم، ارتفاع عدد شهداء الهجمات الإسرائيلية إلى 9227، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء.