أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن جيش بلاده استهدف مقرين لإيران والجماعات التابعة لها في سوريا بغارات جوية. وذلك بينما تتواصل المخاوف من توسع الحرب بين إسرائيل وحماس وتحويلها إلى حرب شاملة في المنطقة بسبب تزايد التوترات.
وبعد إعلانه عن هذه الهجمات في بيان له، مساء الأحد، أضاف أن الهجوم استهدف مركزا تعليميا بالقرب من مدينة البوكمال ومنزلاً آمنا بالقرب من مدينة الميادين، وأن الهجوم أمر به الرئيس الأميركي، جو بايدن. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد خلفت هذه الهجمات أربعة قتلى وجرحى.
وقال وزير الدفاع الأميركي: “ليس لدى الرئيس أولوية أعلى من أمن القوات الأميركية”، وأضاف أن هذا الإجراء اتخذ “لتوضيح أن أميركا تدافع عن نفسها وقواتها ومصالحها”.
وذكرت وكالة “رويترز” نقلا عن مصادر محلية أن إحدى الهجمات استهدفت معسكرا يديره مسلحون تابعون لإيران في منطقة غرب البوكمال بمحافظة دير الزور. ووقع هجوم آخر قرب الجسر في مدينة الميادين قرب الحدود العراقية وقاعدة الميليشيات التابعة للنظام الإيراني.
وهذا هو الهجوم الثالث هذا الشهر الذي تحاول الولايات المتحدة من خلاله الرد على هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ ضد قواتها في سوريا والعراق، والتي بدأت بعد الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت القوات الأميركية وحلفاؤها للهجوم 40 مرة على الأقل في العراق وسوريا من قبل القوات المدعومة من إيران، وأصيب ما لا يقل عن 45 جنديًا أميركيًا بإصابات طفيفة.
يذكر أن للولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 جندي آخر في العراق، مكلفون بتقديم المشورة العسكرية والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة ظهور داعش.
وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لـ “رويترز” إن الهجمات وقعت في الساعات القليلة الماضية، مضيفا أن تحقيقا أميركيا جار لتحديد ما إذا كانت هناك خسائر بشرية.
وتأتي الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة، مساء الأحد، على أهداف إيرانية في سوريا، بينما تتواصل المخاوف من توسع الحرب بين إسرائيل وحماس وتحويلها إلى حرب شاملة في المنطقة بسبب تزايد التوترات.
وبالتزامن مع احتمال تصاعد التوترات في المنطقة، قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لموقع “أكسيوس” إن وزير الدفاع الأميركي أعرب خلال محادثة مع نظيره الإسرائيلي عن قلقه بشأن دور إيران في زيادة التوترات على الحدود اللبنانية.
وفي بيان رسمي أصدره البنتاغون بعد المكالمة، أبلغ لويد أوستن يوآف غالانت “بضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب تصعيد التوترات الإقليمية”.
ومنذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة، بما في ذلك حاملتا طائرات، وأضافت آلاف الأفراد إلى قواتها في المنطقة لردع النظام الإيراني والجماعات المدعومة منه.
كما زادت الولايات المتحدة من الدوريات العسكرية وعمليات جمع المعلومات الاستخبارية وغيرها من عمليات المراقبة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، وقيدت الوصول إلى منشآتها وقواعدها.