بعد التصريحات المتناقضة في إيران بشأن شراء الطائرة المقاتلة الروسية المتطورة “سوخوي 35″، ادعى نائب وزير الدفاع الإيراني مرة أخرى أن عقد شراء عدة أنواع من الأسلحة العسكرية من روسيا، بما في ذلك هذه المقاتلة، قد تم الانتهاء منه.
وقال مهدي فرحي لوكالة “تسنيم”، التابعة للحرس الثوري الإيراني يوم الثلاثاء 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن مروحية هجومية من طراز “ميل 28″ و”مقاتلة سوخوي 35” وطائرة تدريب “ياك 130” ستصل إلى إيران قريبًا.
ألا إنه لم يقدم المزيد من التفاصيل في هذا الصدد، ولم يحدد على وجه الدقة التاريخ المحتمل لوصول هذه الأسلحة الروسية الصنع إلى إيران.
ولم يقدم المسؤولون الروس حتى الآن تفسيرا بهذا الشأن، ولم يؤكد مصدر مستقل آخر هذا الادعاء الذي جاء على لسان مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية.
وتسعى طهران منذ فترة طويلة إلى شراء المقاتلة الروسية “سوخوي 35″، وتعتبرها منافسا جديا للمقاتلة الأميركية “إف-35”.
يشار إلى أن مقاتلات القوات المسلحة الإيرانية مهترئة نسبيًا، ومعظم هذه المقاتلات هي نفس المقاتلات الأميركية التي تم شراؤها خلال النظام الإيراني السابق.
وفي عام 2018، أعلنت إيران أنها بدأت إنتاج مقاتلة “كوثر” المصممة محليًا لاستخدامها في قواتها الجوية.
ويعتقد الخبراء العسكريون أن هذه الطائرة هي نسخة كربونية من “الطائرة F5″، التي تم إنتاجها لأول مرة في الخمسينيات في الولايات المتحدة.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين في المخابرات الغربية قولهم إن روسيا تستعد لتزويد إيران بطائرات مقاتلة من طراز “سوخوي 35” “في المستقبل القريب”.
لكن خلال هذا الوقت، أصدرت السلطات الإيرانية، مرارا وتكرارا، تصريحات متناقضة حول عملية شراء هذا النوع من الطائرات المقاتلة.
وفي وقت سابق من يوم 2 يونيو (حزيران) من هذا العام، قال حميد وحيدي، قائد القوات الجوية بالجيش الإيراني، لوسائل الإعلام الإيرانية: “نحن بحاجة إلى سوخوي 35، لكننا لا نعرف متى ستدخل سربنا”.
وبعد شهر، أكد وزير الدفاع في الحكومة إبراهيم رئيسي، بشكل غير مباشر، إلغاء عقد شراء هذه المقاتلات.
وردا على سؤال حول شراء طائرة “سوخوي 35″، قال محمد رضا أشتياني: “في بعض الأحيان نحدد موعدًا للشراء، لكننا نصل إلى نتيجة مفادها أننا توفرت لدينا القدرة على الإنتاج داخليًا”.
وأثار هذا التعليق تكهنات حول تعطيل التعاون العسكري الروسي الإيراني، وربما تكون إسرائيل قد نجحت في إقناع موسكو بعدم تسليم هذه المقاتلات المتقدمة إلى طهران.
وقبل بضعة أشهر، أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي أن مسؤولين إسرائيليين ناقشوا مع نظرائهم الروس التعاون العسكري المتنامي بين روسيا وإيران وإمكانية قيام روسيا بتزويد إيران بأنظمة أسلحة متقدمة.
وكتبت وكالة “تسنيم” للأنباء أن شراء طائرات هليكوبتر قتالية من روسيا يجري بينما التقى إيجور ليفيتين، المساعد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في يناير الماضي، واتفقا على “الإنتاج المشترك لطائرات الهليكوبتر” بين طهران وموسكو.
وقد عززت إيران وروسيا تعاونهما العسكري في السنوات الأخيرة، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا وحاجة موسكو لمزيد من الأسلحة، وخاصة الطائرات المسيرة المقاتلة، جعل هذا التعاون يتوسع.
وأدانت الدول الغربية مرارا دور طهران في حرب أوكرانيا من خلال بيع طائرات مسيرة إيرانية الصنع لروسيا، وفرضت عقوبات على روسيا وإيران.