أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية، مرة أخرى عن قلقه بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأعلن أن طهران تمتلك المواد والقدرة اللازمة لصنع قنبلة نووية، داعيا نظام طهران إلى “التعاون الكامل” مع الوكالة.
وقال في هذه المقابلة إن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم “بمستويات عالية جدًا جدًا”.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام قليلة من إعلان غروسي، في بيان موجه إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 5% و20% و60% زادت مقارنة بشهر سبتمبر (أيلول) من العام الجاري.
وفي بيان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم التأكيد على أن إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% بنفس السرعة التي ذكرها في تقريره السابق.
وفي مقابلته مع “فرانس 24″، ذكر غروسي أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة دون إجابة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وقال إن مفتشي الوكالة الدولية عثروا على آثار لليورانيوم عالي التخصيب أو اليورانيوم المعالج في مراكز بإيران لا ينبغي أن تحتوي على يورانيوم.
وفي إشارة إلى ادعاء مسؤولي إيران بشأن سلمية برنامج إيران النووي، قال إنه ينبغي للوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق من هذه الأقوال وفقاً لواجبها الطبيعي.
وشدد غروسي على ضرورة إيجاد “حلول دبلوماسية” للمشكلات، ودعا إلى “التعاون الكامل” للنظام الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكتبت وكالة “رويترز” للأنباء، في 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ لصنع ثلاث قنابل نووية، وما زالت لا تتعاون مع الوكالة في القضايا الرئيسية.
وبحسب أحد التقريرين اللذين اطلعت عليهما “رويترز”، فإن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% زادت إلى 128.3 كغم منذ التقرير الأخير في 4 سبتمبر (أيلول).
وهذه الكمية تزيد بثلاثة أضعاف عن الـ42 كيلوغرامًا التي- وفقًا لتعريف الوكالة- يمكن أن تكون كافية نظريًا لإنتاج قنبلة نووية في حالة مزيد من التخصيب.
وفي الاجتماع الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طلب ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من طهران وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
وفي الوقت نفسه، قال دبلوماسي أوروبي لـ”إيران إنترناشيونال” إن الأجواء السائدة في هذا الاجتماع كانت انتقادية بالنسبة لإيران.
وفي 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، طلبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وهي ثلاث دول أوروبية أعضاء في الاتفاق النووي، من إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشددت هذه الدول الثلاث في بيانها على ضرورة “امتناع إيران عن تكثيف برنامجها النووي”، وقالت: “من المتوقع أن تتخذ طهران إجراءات سريعة وذات مغزى لإحياء مستوى التعاون المتفق عليه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل من أجل التحقق من [البرنامج النووي الإيراني] ومراقبته بشكل فعال”.