أعربت وسائل إعلام وسياسيون إيرانيون عن قلقهم بشأن مستقبل الحكم في البلاد. وذلك تزامنا مع استعداد المتطرفين للسيطرة على الانتخابات البرلمانية المقبلة في إيران.
ويصف موقع “خبر أونلاين”، المقرب ممن يعرفون في إيران باسم “المحافظين المعتدلين” مثل رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، الوضع بأنه “يسرع فيه الشباب الراديكاليون إلى الأمام بينما يصمت كبار السن الحكماء”.
وأضاف الموقع أن المعسكر المحافظ لم يتبق به سياسيون نزيهون وشعبيون ومعتدلون بعد وفاة بعض شخصياته ذات الوزن الثقيل خلال السنوات الماضية، وتم تهميش البعض الآخر من قبل المتطرفين الشباب الصاخبين الذين ليس لديهم خبرة سياسية تذكر. لقد تم إسكات كبار السن من المحافظين أو اختاروا الصمت لتجنب هجمات المتطرفين.
كما أكد التقرير أن السياسيين الرئيسيين في جميع الفصائل فشلوا في تدريب الخلفاء الأصغر سنا الذين سيحلون محلهم في مرحلة ما، وهذا يشكل خطرا على مستقبل الحكم في إيران.
في غضون ذلك، نقلت وسائل الإعلام الإيرانية تقريرا أصدرته في الأصل وكالة “تسنيم” للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني حول من هم على الأرجح قادة المحافظين والمرشحين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، يوضح أن الأسماء الواردة في هذا التقرير وسجلهم السيئ في الإدارة يجعل التهديد الذي ذكره موقع “خبر أونلاين” يبدو أكثر خطورة.
وبحسب “تسنيم”، سيكون لدى رئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، وعمدة طهران علي رضا زاكاني، وحزب “جبهة الصمود” المحافظ، قائمة منفصلة لمرشحي البرلمان المقبل. ويقود قاليباف مجموعته من المحافظين الجدد، وزاكاني هو زعيم حزبه “رهبويان” [أتباع الخميني وخامنئي]، وسيقوم حزب “جبهة الصمود” الأصولي بإدراج بعض المشرعين الحاليين بالإضافة إلى أسماء جديدة من بين المتطرفين الشباب.
وفي الواقع، وفقًا للمحلل المحافظ، محمد مهاجري، في مقابلة مع موقع “فرارو”، فإن حزب “جبهة الصمود” متطرف للغاية لدرجة أنه قد يسلك طريقه المنفصل ويترك الرئيس إبراهيم رئيسي بمفرده على الأقل في الانتخابات المقبلة. وفي الوقت نفسه، اتهم “مهاجري” حزب “جبهة الصمود” بالتخطيط لقصر الحكومة بأكملها على الأعضاء المتطرفين في الحزب.
وقد أطلق قاليباف مؤخراً اسماً على مجموعته من المحافظين الجدد: جمعية صحوة القوى الثورية. كما حضر الاجتماع الأول للمجموعة مساعد رئيس الجمهورية، محسن رضائي، ورئيس البرلمان السابق حداد عادل. وقال قاليباف خلال اللقاء إنه رغم كل الحديث عن الوحدة، إلا أنه لا حرج في التنافس بين مختلف الجماعات المحافظة.
وعقد زاكاني اجتماع مجموعته بعد حوالي ثلاثة أسابيع بحضور عدد أقل من السياسيين. كما أعاد تسمية مجموعته باسم جديد: “تحول خواهان” (المطالبون بالتغيير)، وهو مرادف آخر للمصطلح الفارسي إصلاح طالبان (الإصلاحيون). ومع ذلك، فإن هذا لا يغير الطبيعة المحافظة والانتهازية للمجموعة المتجمعة حول رئيس البلدية للاستفادة بشكل رئيسي من الموارد الهائلة لبلدية طهران.
وبحسب “تسنيم”، فإن المحافظين التقليديين الذين يؤمنون بحكمة أعضائهم الأكبر سناً، ينشطون أيضاً في الانتخابات تحت اسم “شورى وحدت” (مجلس الوحدة). وهذه هي الوحدة التي ظل المحافظون في إيران يتحدثون عنها منذ أكثر من 45 عاماً. إلا أنها لم تتحقق أبداً بسبب الخصومات والمصالح التي قسمت المعسكر المحافظ بأكمله. ومن الوجوه البارزة في هذه المجموعة وزير الخارجية السابق منوشهر متكي الذي أقاله الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أثناء اجتماع في أفريقيا.
ويتابع حزب “جبهة الصمود” أجندته الانتخابية تحت مظلة الحزب وأيضاً تحت مظلة المجموعة السياسية الجديدة “شريان”، وهو الاختصار الفارسي للمجلس الاستراتيجي لأصدقاء الثورة الإسلامية. التي تعمل تحت قيادة الوزير مهرداد بازرباش.
ومن المثير للاهتمام أنه لم يُعرف عن أي من هؤلاء الأفراد وأعضاء فريقهم أي إنجاز بارز، حيث يواصل مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي التحكم بجميع شؤون الدولة في إيران.