فيما دخلت الحرب في غزة شهرها الثالث من دون ظهور أي بادرة انفراجة أو هدنة وشيكة، شدد الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد قبضته على جنوب غزة، بينما يحاول مئات الآلاف من سكان القطاع حماية أنفسهم من المعارك العنيفة التي يخوضها ضد حركة حماس.
وأظهرت صور مباشرة مشاهد القصف العنيف على غزة صباح اليوم الأحد وأعمدة الدخان تتصاعد بكثافة في اليوم الـ64 للحرب الدائرة في القطاع، وتستهدف هذه الغارات الطريق بين خان يونس ورفح، حسب مصادر فلسطينية.
كما أفاد مراسلون أن الغارات الإسرائيلية العنيفة تستهدف مناطق متفرقة من القطاع، بالإضافة إلى احتدام الاشتباكات في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، وفي خان يونس جنوبه، بعد محاولات إسرائيلية للتقدم في المنطقتين.
وفيما تتوالى الغارات العنيفة، قالت وزارة الصحة في غزة إن القوات الإسـرائيلية استهدفت المستشفى الميداني الأردني بخان يونس بقذيفة، وتسبب ذلك بأضرار وتلف في محتويات المستشفى، فيما أكد الجيش الأردني عدم وجود إصابات بالمستشفى الميداني الأردني جراء القصف الإسرائيلي.
وفي الأثناء قال المركز الفلسطيني للإعلام عبر تليغرام، اليوم الأحد، إن مدفعية الجيش الإسرائيلي استهدفت محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب قطاع غزة.
ورصدت الكاميرا الدمار الذي خلفه قصف إسرائيلي على مربع سكني بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأفاد شهود عيان أن القصف تم ببرميل متفجر ما خلف عشرات الضحايا من بينهم أطفال، فيما تتواصل جهودهم بوسائل بسيطة لانتشال مفقودين من تحت الأنقاض.
وأكدت إسرائيل، السبت، من جهتها عزمها على “تكثيف الضغط” في هجومها على حماس في غزة، غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.
ودعا قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، السبت، إلى “تكثيف الضغط” العسكري على حماس.
“القسام ترد”
ومن جانبها قالت كتائب القسام إنها تمكّنت من تفجير مبنى تحصّن فيه جنودٌ إسرائيليون بحيّ الزيتون بمدينة غزة، ما تسبّب بسقوط عدد غير محدّد من القتلى والجرحى.
وأضافت كتائب القسام أن عناصرَها تمكّنوا من تفخيخِ مدرسة تحصّن فيها عشراتُ الجنود الإسرائيليين، فيما لم يتّضح بعد إحصاءُ خسائر الجيش الإسرائيلي.
يذكر أنه في بداية هجومه البري طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة التوجه إلى الجنوب، لكن مع احتدام القتال في الجنوب وبعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ضد قرار يقترح وقف إطلاق النار، تتزايد مخاوف السكان المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في جنوبه.
واتجه جزء كبير من السكان الذين شردتهم الحرب والبالغ عددهم 1,9 مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، لتتحول رفح الحدودية مع مصر مخيما ضخما للاجئين.
الجوع يفتك بالجميع
هذا ووجهت منظمات إغاثة دولية انتقادات حادة لفشل تحرك وقف النار في مجلس الأمن، وعدّت أن مشروع القرار الذي تم إسقاطه كان سيسمح بـ”إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس للمدنيين، الذين يتعرضون لقصف بلا هوادة.. كانت هذه فرصة لوقف العنف، لكنها ضاعت”، حسب بيان لمنظمات “أنقذوا الأطفال” و”العمل ضد الجوع” و”أوكسفام” و”كير” و”المجلس النرويجي للاجئين”.
وقالت المنظمات في بيانها إن “غزة الآن هى أكثر الأماكن خطورة في العالم بالنسبة للمدنيين… لا يوجد فيها موضع آمن”، أما برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فقال على لسان نائب مديره كارل سكاو: “لا يوجد ما يكفي من الطعام (في غزة). الناس يتضورون جوعاً”، مشيراً إلى أن الآلاف من الأشخاص اليائسين والجائعين يتزاحمون عند مراكز توزيع المساعدات.
وفي آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر /تشرين الأول إلى 17700، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة 48780 آخرين.
وحذرت من أن الجرحى “يُتركون حتى الموت في شمال القطاع، بسبب حصار إسرائيل للمستشفيات”.