يواجه البيت الأبيض تساؤلات متزايدة حول مدى نجاح سياسته في المنطقة مع نجاح الحوثيين المدعومين من إيران في تعطيل الشحن العالمي على الرغم من وجود القوات البحرية الأميركية في البحر الأحمر.
وأعلنت شركتان عملاقتان للشحن والخدمات اللوجستية، مولر ميرسك وهاباغ لويد، تعليق جميع الرحلات عبر البحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين على سفنهما.
وعلى مدار الأسابيع الماضية، ظل المتمردون الحوثيون اليمنيون يستهدفون ويضايقون السفن في البحر الأحمر مع رد فعل ضئيل من الولايات المتحدة، ما يؤكد المخاوف بشأن التردد الواضح لإدارة بايدن أو عدم قدرتها على تأكيد قوتها في مواجهة إيران ووكلائها.
وقال نائب رئيس أركان الجيش الأميركي السابق الجنرال جاك كين في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز يوم الجمعة: “أنا مندهش للغاية لأن حضورنا هناك (البحر الأحمر) ما زال في وضع دفاعي”.
وأضاف: “لإفشال مخططات هؤلاء الأشخاص، عليك أن تحرمهم من قدرتهم على القيام بذلك… تلاحق الصواريخ… تلاحق نظام القيادة والسيطرة الخاص بهم بالكامل… وتلاحق الإيرانيين لأنهم في الحقيقة هم من يتخذون القرارات هناك”.
ويشعر الكثيرون في واشنطن بالحيرة إزاء ما يعتبرونه رد فعل إدارة بايدن غير الكافي على التصرفات العدوانية لإيران وحلفائها في المنطقة.
وبينما يعترف المسؤولون الإيرانيون بدعمهم للمتمردين الحوثيين في اليمن، فإنهم يؤكدون بنفس الوقت أن جماعة الحوثي تتخذ قراراتها بنفسها وتتصرف بشكل مستقل. ومع ذلك، هناك رأي يراه كثيرون أن إيران تلعب دورًا كبيرًا في عمليات الحوثيين المستفزة في المنطقة.
وعلى سبيل المثال قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، يوم الجمعة: “إيران تسلم الحوثيين السلاح وهؤلاء فقط يضغطون على الزناد”. “وأضاف أن إيران مسؤولة عن اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف هذه الهجمات”.
وبدأ الحوثيون هجومهم على السفن التجارية في البحر الأحمر بعد أن دعا المرشد الإيراني علي خامنئي الشهر الماضي إلى ضرورة محاصرة إسرائيل اقتصاديا ودعم حماس.
جدير بالذكر أن قرار شركتي “مولر ميرسك” و”هاباج لويد” بتجنب البحر الأحمر يمكن أن يكون له تداعيات ملموسة على الاقتصاد الإقليمي والعالمي، خاصة إذا حذت شركات أخرى حذوها، ما يزيد من تكاليف الشحن.
ويتم تنفيذ ما يقرب من 80 % من التجارة العالمية عبر الطرق البحرية، حيث يعمل مضيق باب المندب كبوابة حاسمة للبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. ويلعب دورًا محوريًا في الوصول البحري إلى قناة السويس المصرية.
ووفقًا لما أوردته غرفة الشحن الدولية، التي دعت الدول ذات النفوذ في المنطقة إلى التدخل ومنع هجمات الحوثيين على السفن والبحارة، يمر في الوقت الحاضر حوالي 12 % من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
وفي الأسبوع الماضي، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن إدارة بايدن تواصلت مع الحلفاء لتشكيل قوة عمل تهدف إلى ضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
ويوم الخميس الماضي، أصدر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني تحذيراً للولايات المتحدة وحلفائها، مشيراً إلى أن مثل هذه القوة سوف تواجه “مشاكل غير عادية”. وفيما يتعلق بأزمة البحر الأحمر، أكد أنه “لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة تسيطر عليها إيران” حسب تعبيره.
ويقول منتقدو سياسة الرئيس بايدن تجاه إيران إنها أسهمت في الوضع الحالي من خلال الافتقار إلى الحزم في مواجهة إيران، ما يعرض المصالح الأميركية للخطر ويشجع النظام الإيراني ووكلاءه.
وأكدت المرشحة الرئاسية الأميركية، نيكي هيلي، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز يوم الجمعة، أنه “لن يكون هناك حوثيون بدون إيران، ولن يكون هناك حماس بدون إيران، ولن يكون هناك حزب الله بدون إيران”.
وأضافت: “إذا أردنا حقًا أن نفعل شيئًا ما، فلماذا لا يعيد جو بايدن فرض العقوبات التي كانت مفروضة بالفعل على إيران؟ حيث ستكون ضربة قوية، تؤدي إلى تراجع الإيرانيين”.