إسرائيل تكثف قصفها لغزة مع ارتفاع حصيلة القتلى.. وانطلاق رشقتي صواريخ باتجاه الغلاف

تشهد غزة، الخميس، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع، فيما لا تظهر أي بادرة تؤشر إلى قرب وقف القتال. ويعاني سكان القطاع النازحون من أزمة إنسانية طاحنة، تتمثل في نقص المأكل والمشرب والمأوى، مع انتشار الأمراض التي تفتك بالأطفال والكبار.

وفي آخر التطورات الميدانية، كثّف الجيش الإسرائيلي، الخميس، غاراته وعملياته البرية في وسط وجنوب غزة، مع تواصل التحذيرات الدولية من “خطر جسيم” يطال المدنيين في القطاع. وأفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بانطلاق رشقتين من الصواريخ أطلقتا على غلاف غزة منذ صباح اليوم، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار دوّت في عكا وضواحي حيفا شمالي إسرائيل.

وتزامنا، قالت وزارة الصحة في غزة إن 50 فلسطينيا قتلوا، وأصيب عشرات آخرون نتيجة القصف الإسرائيلي صباح اليوم الخميس في مناطق بيت لاهيا وخان يونس والمغازي.

وفي وقت سابق، أفاد مراسلون بمقتل 3 جنود إسرائيليين خلال المعارك في قطاع غزة، مشيراً إلى أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب تجاوز 500. وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” Times of Israel أن الثلاثة قتلى من قوات الاحتياط وبينهم ضابطان أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة نقيب فيما الثالث رقيب. وقالت الصحيفة إنه بذلك يرتفع إجمالي عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية إلى 167 قتيلا، وأشارت إلى أن اثنين قتلا في وسط غزة، بينما قتل الثالث في جنوب القطاع.

هذا وأفاد إعلام فلسطيني بمقتل صحافيين شقيقين مع عدد من أفراد عائلتهما بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم ارتفاع عدد قتلى قصف إسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة إلى 10 قتلى. وقال الهلال الأحمر إن القصف، الذي أشار إلى أنه وقع قرب مستشفى الأمل التابع له، أدى أيضا إلى إصابة 12 شخصا على الأقل. وأوضح أن القصف هو الثالث على محيط المستشفى خلال أقل من ساعة.

وقبلها أشار إعلام فلسطيني إلى مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية، فجر اليوم الخميس، على مواقع مختلفة في قطاع غزة، في اليوم الـ83 من القصف.

وأضافت أن قصفا إسرائيليا مكثفا طال دير البلح ومخيم المغازي وسط القطاع، كما استهدف منزلا بمخيم النصيرات. كما شهدت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، غارات إسرائيلية عنيفة ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.

ماكرون “قلق” من حصيلة الضحايا المرتفعة

من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن قلقه البالغ إزاء حصيلة الضحايا المرتفعة جداً في صفوف المدنيين في قطاع غزة، وشدد ماكرون على ضرورة العمل على وقف دائم لإطلاق النار بغزة بالتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين الدوليين.

هذا وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من أن سكان غزة يواجهون “خطرا جسيما”، متحدثا عن انتشار الجوع الحاد واليأس في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سلمت إمدادات إلى مستشفيين، الثلاثاء، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب، وأن 21 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة توقفت تمامًا عن العمل.

“خطر جسيم”

ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض”.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن موظفيها أفادوا، الثلاثاء، أن الحاجة إلى الغذاء “ما زالت ماسة” في جميع أنحاء قطاع غزة، في حين أن “الجياع أوقفوا قوافلنا مرة أخرى اليوم على أمل الحصول على الغذاء”.

وأضافت أن “قدرة منظمة الصحة العالمية على توفير الأدوية والإمدادات الطبية والوقود للمستشفيات تواجه قيودا على نحو متزايد بسبب الجوع واليأس لدى الناس داخل هذه المستشفيات وهؤلاء الذين في طريقهم إليها”.

واندلعت الحرب التي خلفت العدد الأكبر من القتلى في غزة بعد أن شنت حركة حماس هجومًا مباغتا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، استنادا إلى أرقام إسرائيلية. واحتجز مقاتلو حماس 250 أسيرا، ما زال 129 منهم داخل غزة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

وإثر الهجوم الأخطر في تاريخها، باشرت إسرائيل حملة قصف وفرضت حصارًا مطبقًا أعقبه اجتياح بري. وأسفر ذلك عن مقتل ما لا يقل عن 21,110 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وارتفعت حصيلة المصابين جراء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 55,243، إضافة إلى آلاف المفقودين الذين مازالوا تحت الأنقاض، في حصيلة غير نهائية.

ودعا قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى “إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع”، لكنه لم يدعُ إلى وقف فوري للقتال.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate