العراق يستنكر: أميركا تؤجج الصراع وتعتدي على سيادتنا

على وقع الضربات الأميركية المتصاعدة ضد مقرات لفصائل مسلحة منضوية ضمن “الحشد الشعبي” في العراق، تصاعدت الانتقادات الرسمية في البلاد أيضا.

فقد استنكرت الحكومة العراقية الضربات الأميركية التي طالت مواقع للحشد الشعبي فجر اليوم الأربعاء، واعتبرت أنها تشكل إساءة لكل الاتفاقيات ومحاور التعاون الأمني المشترك، وتجاوزا على سيادة البلاد بشكل سافر.

كما أشارت في بيان إلى أن تلك الهجمات تؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة. ورأت أن الولايات المتحدة تنزلق إلى أفعال “مُدانة وعدوانية غير مبررة على الأراضي والسيادة العراقية”.

كذلك، دعت المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق وسيادته.

بدوره، وصف مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي هذه الهجمات التي استهدفت مقار للحشد بالاعتداء على السيادة. وشدد في بيان مقتضب نشره على حسابه في منصة إكس، على أن تلك الضربات الأميركية لا تساعد على التهدئة بل تؤجج الصراع.

أوقفوا الحرب بدل القصف

إلى ذلك، اعتبر أن على الولايات المتحدة الضغط لوقف الحرب في غزة، بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية، حسب قوله.

أتى هذا الموقف بعد ساعات على إعلان القيادة المركزية الأميركية بوقت سابق اليوم أن قواتها شنت بمفردها غارات جوية ضد كتائب حزب الله استهدفت ثلاث منشآت تتضمن مقرات لتلك الكتائب ومواقع تخزين وتدريب على استخدام الصواريخ والمسيرات.

كما أضافت أن تلك الغارات أتت ردا على الهجمات السابقة التي شنتها قوات “حزب الله” على قواعد عسكرية أميركية في الفترة الماضية، من ضمنها قاعدة عين الأسد غرب الأنبار.

توتر متعدد الجبهات

ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس يوم السابع من أكتوبر المنصرم، تصاعد التوتر بشكل عام في المنطقة وعلى عدة جبهات، من العراق إلى سوريا فاليمن ولبنان بطبيعة الحال، حيث تتواجد فصائل مسلحة موالية لإيران ومدعومة منها.

إذ تعرضت القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية سواء في العراق أو سوريا إلى أكثر من 150 هجوماً من قبل الفصائل المسلحة منذ 17 أكتوبر الماضي.

وعلى الرغم من أن واشنطن لم تربط بين تلك الهجمات في البلدين وحرب غزة، فإن تلك الفصائل التي أعلنت قبل فترة تشكيل ما بات يعرف بـ “المقاومة الإسلامية في العراق”، أكدت أكثر من مرة أنها تأتي رداً على الحصار الإسرائيلي والحرب على غزة والموقف الأميركي الداعم بقوة لتل أبيب.

في المقابل، نفذت القوات الأميركية أكثر من ضربة في البلدين على مقرات لتلك الفصائل، متوعدة بالمزيد إذا استمرت الهجمات.

الحكومة محرجة

إلا أن تلك التحركات الأميركية باتت تحرج الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، الذي بدأ يطالب منذ مطلع الشهر الحالي بضرورة مناقشة رحيل قوات التحالف الدولي التي تتزعمها الولايات المتحدة من العراق.

علماً أن البنتاغون أكد أكثر من مرة مؤخراً أنه لم يقر أي تعليمات بشأن انسحاب القوات الأميركية من الأراضي العراقية.

وتنشر واشنطن 2500 جندي في العراق ضمن قوات التحالف التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات المحلية من أجل منع عودة تنظيم “داعش”، الذي سيطر عام 2014 على مساحات كبيرة من الأراضي قبل هزيمته، بالإضافة إلى ما يقارب الألف في سوريا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate