كتب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، في مقال بمجلة “فورين أفيرز” أن مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو “التعامل مع إيران “. مؤكدا أن مخاطر التصعيد على جبهات أخرى في الشرق الأوسط قائمة.
وأضاف في مقالته بمجلة “فورين أفيرز”: “إن الأزمة الحالية جعلت النظام الإيراني أكثر وقاحة، ويبدو أن إيران مستعدة للقتال حتى آخر وكلائها، بالتزامن مع تطوير برنامجها النووي ودعمها لحرب روسيا ضد أوكرانيا”.
وأشار رئيس وكالة الاستخبارات المركزية إلى أنه مع بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، أخذ الحوثيون المدعومون من إيران بمهاجمة خطوط الشحن التجارية الدولية، ولا يزال خطر زيادة التوترات على جبهات أخرى قويا.
وقال بيرنز إنه على الرغم من أن أميركا ليست مسؤولة وحدها عن حل أي من المشاكل المعقدة في الشرق الأوسط، إلا أنه لا يمكن إدارة أي من هذه المشاكل، أو حلها، دون قيادة أميركية نشطة.
وفي إشارة إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا، قال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية إنه من خلال تلقي المعدات الأساسية من الصين والذخائر والأسلحة من إيران وكوريا الشمالية، يعيد بوتين بناء القوة الدفاعية لروسيا، ولا يزال يعتقد أن الوقت في صالحه لتفكيك أوكرانيا وتقويض مؤيديها الغربيين.
تأتي هذه التصريحات لرئيس وكالة الاستخبارات المركزية في وقت دخلت فيه التوترات بين طهران وواشنطن مرحلة جديدة بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن عقب الهجوم الأخير الذي شنه مسلحون تابعون لإيران.
وفي مقال يشير إلى هذه التطورات، كتبت صحيفة “الغارديان” أن قنبلة ضخمة على وشك الانفجار في الشرق الأوسط، ونبهت إلى أنه لا ينبغي لإدارة بايدن تفجير هذه القنبلة بمهاجمة إيران.
ووفقا لهذا التقرير، فإن هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر والرد العسكري الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة قد وفر فرصة استثنائية لتعزيز أهداف إيران.
وفي 28 يناير، هاجمت مجموعة من المسلحين قاعدة للجيش الأميركي في الأردن، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح عدد آخر. وبعد ساعات، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن إيران بأنها المذنب الرئيسي في هذا الهجوم، لكن إيران تصر على أنه لم يكن لها أي دور في هذا.
وتسبب احتدام التوترات بالمنطقة في تغير مواقف إدارة بايدن فيما يتعلق بالشرق الأوسط. وبينما تحدث مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، في سبتمبر من العام الماضي، عن السلام في اليمن ووقف الهجمات على القوات الأميركية من قبل قوات تابعة لإيران، حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في يناير من هذا العام، من تزايد التوترات، وقال إن أوضاع المنطقة لم تكن بهذه “الخطورة” منذ عام 1973.
يذكر أن إدارة بايدن التي رفعت الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية في بداية استيلائهم على السلطة، أعادت، في الشهر الماضي، إدراج هذه الجماعة على قائمة “الإرهاب العالمي الخاص”. في الوقت نفسه، رفضت حكومة بايدن إدراج الحوثيين على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، وقالت إن أحد أسباب هذا القرار هو تقليل تأثير هذا الإجراء على المدنيين اليمنيين وتقديم المساعدة لهم.
ومن ناحية أخرى، أنشأ حزب الله اللبناني والميليشيات التابعة لطهران في العراق وسوريا عدة جبهات صراع مختلفة ضد إسرائيل دعما لحماس، وهناك مخاوف دولية من أن يؤدي أي هجوم أميركي مباشر على إيران إلى دفع الصراعات في المنطقة إلى وضع أكثر خطورة.