أعلن مسؤولون مطلعون استمرار مساعدة إيران للقوات الوكيلة لها بالمنطقة، وذلك على الرغم من الهجمات الأميركية على مواقع القوات التابعة لطهران، وفي الوقت نفسه، انتقد ممثلو الكونغرس الرد “الضعيف” لإدارة بايدن ضد هؤلاء المسلحين وأكدوا على ضرورة تعزيز الردع في المنطقة.
وذكرت شبكة ” إن بي سي نيوز”، نقلاً عن خمسة مسؤولين مطلعين، أنه على الرغم من الهجمات واسعة النطاق التي تشنها الولايات المتحدة على مواقع الميليشيات التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط، فإن إيران تواصل تقديم الأسلحة والمعلومات لهذه الجماعات الوكيلة.
وقال مسؤولون أميركيون لشبكة “إن بي سي نيوز” إن إيران تقدم مساعدة استخباراتية للحوثيين اليمنيين حتى يتمكنوا من استهداف موقع القوات الأميركية في المنطقة وخطوط الشحن التجارية في البحر الأحمر بشكل أكثر دقة.
وبحسب قول مسؤولين أميركيين، فإن السفينة “بهشاد” التي ترفع العلم الإيراني في البحر الأحمر وخليج عدن، قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بتزويد الحوثيين بمعلومات السفن التجارية باستخدام معدات المراقبة الإلكترونية.
وبالإضافة إلى التقارير المتعلقة بالمساعدة الاستخباراتية الإيرانية، استولى مقر القيادة المركزية الأميركية، “سنتكوم”، في 11 يناير(كانون الثاني)، على سفينة تحمل أسلحة إيرانية للحوثيين في اليمن.
وبينما تتواصل هجمات الحوثيين على الخطوط الملاحية في البحر الأحمر، نفذت المليشيات منذ الجمعة 2 فبراير، هجومين على الأقل ضد مقرات للقوات الأميركية.
من جانبه، هدد زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، الثلاثاء 6 فبراير(شباط)، بأن هذه الجماعة ستكثف هجماتها في المنطقة إذا استمرت الحرب في غزة.
وأكد السيناتور الجمهوري الأميركي، تومي تابرفيل، لـ«إيران إنترناشيونال» أن إدارة بايدن لم تقدم بعد أي تقرير إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ حول تأثير الهجمات الأميركية على أهداف الجماعات التابعة لإيران.
وقال السيناتور الجمهوري، توم كوتون، عن الهجمات الأميركية على مواقع القوات العميلة لطهران في المنطقة: إن هجمات إيران المستمرة على القوات الأميركية ليست مفاجئة. والتصرفات المتأخرة وغير الناضجة لإدارة بايدن، والتي اطلع عليها العدو من قبل، لن تخلق الردع.
وانتقد السيناتور الجمهوري، جوني إرنست، فشل إدارة بايدن في وقف الهجمات التي تدعمها إيران على القوات الأميركية، معتبراً أن ضعف بايدن عرّض حياة القوات الأميركية للخطر. وأضاف: “على حكومة بايدن التوقف عن التنازلات والاهتمام بحياة الأميركيين”.
وقال العضو الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، سكوت بيري، يجب ألا يكون هناك نقاش حول ما إذا كان ينبغي تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية أجنبية”، فالحوثيون هم القوة الوكيلة لإيران، التي تعد في حد ذاتها أكبر راع لإرهاب الدولة في العالم.
ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، تزايدت هجمات المليشيات التابعة لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن ضد مواقع ومصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وفي الهجوم الذي شنته هذه القوات على القاعدة الأميركية في الأردن يوم 28 ديسمبر، قُتل ثلاثة جنود أميركيين وأصيب أكثر من 20 جندياً آخرين.
وردًا على هذا الهجوم، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية ضد أكثر من 85 هدفًا تابعًا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له في العراق وسوريا في 2 فبراير.
كما هاجمت أميركا وبريطانيا مواقع الحوثيين في اليمن عدة مرات بدعم من حلفائهم بهدف حماية خطوط الشحن في البحر الأحمر.