تشهد المدن السودانية تصاعدا للاقتتال، اليوم الاثنين، فيما لا تظهر أي بادرة لقرب وقف إطلاق النار بين الطرفين المتناحرين بالبلاد.
وفي آخر التطورات، قال سكان في مدينة الفاشر شمال دارفور، إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن غارات جوية مكثفة على تمركزات لقوات الدعم السريع بالمدينة فجر اليوم الاثنين.
وأبلغ السكان وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بسماع دوي انفجارات قوية بالتزامن مع الضربات الجوية، مشيرين إلى أن قوات ردت بالمضادات الأرضية والقصف المدفعي على مواقع الجيش بمدينة الفاشر.
وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في بيان اليوم الاثنين إن سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة قصف مواقع في ولاية شمال دارفور بمدن الفاشر وكبكابية وكتم، فأوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين العزل؛ وسبق هذا القصف الجوي طلعات جوية على منطقة الهدرة جنوب كردفان أسفر أيضا عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين.
وأضاف البيان “تعرب تقدم عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب” وطالب بالتوقف فورا عن استهداف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي، مع وقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها.
وجددت “تقدم” دعوتها للأطراف المتقاتلة بضرورة الاحتكام لصوت العقل، والتوجه صوب حلول السلمية “لتجنيب بلادنا ويلات الحرب التي يدفع ثمنها الملايين من أبناء شعبنا قتلاً وتشريداً ونزوحاً وفقداناً للممتلكات، والالتفات للمعاناة الإنسانية بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة ملايين السودانيين من شبح المجاعة التي تطرق أبواب بلادنا بعنف وهي معطيات باتت تستوجب وقف هذه الحرب العبثية الآن وفورا”.
وكانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قالت يوم الأحد إن المدينة تعرضت لقصف جوي مكثف أودى بحياة 3 مدنيين و10 مصابين.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أفاد مراسلنا بأن مدفعية الجيش السوداني كثفت صباحا ضرباتها على مواقع تجمعات الدعم السريع بضواحي شمال مدينة الخرطوم بحري.
ورصد مراسلنا إطلاق قذائف مدفعية من قبل الجيش على نطاق تحرك قوات الدعم السريع التي ظلت محاصرة لأسابيع في المناطق الشمالية لمدينة بحري بالقرب من مصفاة تكرير النفط بمنطقة الجيلي.
يأتي هذا في وقت تشهد مدينتا الخرطوم وأم درمان هدوءا نسبيا في وتيرة العمليات العسكرية خلال الساعات الماضية.
هذا ونقل مواطنون بمنطقة الدرادر بولاية النيل الأبيض جنوبي الخرطوم مقتل 6 من سكان المنطقة بنيران قوات الدعم السريع بعد دخولها إليها.
في الأثناء تتواصل معاناة الآلاف من سكان ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم جراء تمدد قوات الدعم السريع في قرى الولاية والمناطق الغربية لولاية سنار المجاورة لها واضطرار السكان لمغادرة مناطقهم خوفا من الانتهاكات التي كشفت عنها العديد من لجان القرى والمناطق بولاية الجزيرة تجاه المواطنين من قبل الدعم السريع.
واندلع القتال بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلة “حميدتي”، على نحو مفاجئ في منتصف أبريل 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.