يوم جديد من التصعيد والاقتتال تشهده، الأربعاء، الجبهات الروسية الأوكرانية، حيث يحاول الجيش الروسي تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض، فيما تحاول قوات كييف تحقيق أقصى استفادة من الدعم العسكري الغربي الذي تتلقاه.
وفي آخر التطورات، أعلن الجيش الأوكراني أنه نجح في استهداف نظام صاروخي روسي من طراز “إس 300” باستخدام أسلحة غربية. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها كييف رسميا استخدام سلاح غربي لضرب الأراضي الروسية.
وقبل أيام، حصلت أوكرانيا على الموافقة على استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا. ولاحقا منح الرئيس الأميركي جو بايدن لكييف الإذن بتنفيذ ضربات محدودة باستخدام الأسلحة الأميركية في الأراضي الروسية بالقرب من خاركيف.
حرب المسيرات مشتعلة
هذا وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إنها تمكنت من إسقاط 22 طائرة مسيرة من أصل 27 أطلقتها روسيا على خمس مناطق في البلاد في هجوم خلال الليل.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرتين مسيرتين للقوات الأوكرانية في كل من مقاطعتي بيلغورود وكورسك، ومسيرة واحدة في مقاطعة فورونيج.
وجاء في بيان الوزارة: “خلال الليلة الماضية، تم إحباط محاولات قام بها نظام كييف لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام طائرات مسيرة على أهداف في أراضي روسيا، ودمرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة واعترضت طائرتين مسيرتين فوق أراضي مقاطعة بيلغورود، وطائرتين مسيرتين فوق أراضي مقاطعة كورسك، وطائرة مسيرة واحدة في أجواء مقاطعة فورونيج”.
تركيز الهجمات الروسية بالشرق الأوكراني
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال الثلاثاء إن القوات الروسية تركّز هجماتها على منطقة دونيتسك الواقعة في الشرق وليس على خاركيف الواقعة في الشمال الشرقي وحيث تشن هجوما منذ الشهر الماضي.
وجاء في مداخلة زيلينسكي اليومية على شبكات التواصل الاجتماعي: “يدور القسم الأكبر من المعارك والهجمات الأوسع نطاقا في منطقة دونيتسك. في الواقع، الهجمات الروسية تتركز هناك”.
وأعلنت روسيا في العام 2022 ضم هذه المنطقة على الرغم من أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل.
وأوضح زيلينسكي أنه عقد اجتماعا في كييف مع كبار قادة الجيش الأوكراني بعد عودته إلى البلاد من جولة استمرت أياما عدة وقادته إلى عدد من العواصم الأوروبية، فضلا عن سنغافورة والفلبين.
وحقّقت القوات الروسية مكاسبها الميدانية الأكبر منذ 18 شهرا في هجوم بري واسع النطاق على منطقة خاركيف أطلقته في العاشر من مايو، وقد سيطرت خلاله على قرى حدودية عدة ما أجبر الآلاف على النزوح.
وأرسلت أوكرانيا تعزيزات وعتادا إلى هذه المنطقة، ما ينهك بشكل متزايد دفاعاتها في وقت تعاني فيه من نقص في العديد والذخيرة.
ويقول محلّلون إن الهجوم الروسي في هذه المنطقة قد يكون الهدف منه صرف الانتباه عن محاولة اختراق لخط الجبهة في مكان آخر.