ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في منشور له على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي: “أن الرأي العام الإيراني بعث برسالة واضحة للرغبة في التغيير ومعارضة نظام آية الله”، وذلك في أول بيان رسمي للحكومة الإسرائيلية، عقب إعلان فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وأضاف، في هذه الرسالة، التي نُشرت، مساء أمس السبت، 6 يوليو (تموز)، أنه يجب على العالم الآن إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، والمطالبة بإلغاء البرنامج النووي الإيراني، والتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية، وهذه هي الفرصة الوحيدة لفهم التغيير.
وقالت القناة 14 التلفزيونية، المؤيدة لرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، على موقعها بشبكة الإنترنت، إن الرئيس الإيراني المنتخب لن يغيّر موقف نظام الجمهورية الإسلامية تجاه إسرائيل، لكن على الرغم من ذلك، تعتبر إسرائيل انتخابه “نقطة مضيئة” في العملية الداخلية بإيران.
وتابعت القناة الإسرائيلية: “رغم أن المرشح الإصلاحي ليس معارضًا لهذا النظام، فإنه من المتوقع أن يكون له نهج ناعم تجاه المنطقة والعالم، ويساعد في تخفيف الأزمة، وتقليل اضطهاد النظام الإيراني لمواطنيه”.
وأشارت إلى أن الإيرانيين، الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتفال والابتهاج بعد إعلان نتائج الانتخابات في بلادهم، كانت لديهم أسباب وجيهة؛ لأن مسعود بزشكيان أعرب مرارًا عن استيائه من تعامل قوات الحرس الثوري الإيراني مع الشعب في أزمات إيران الكبرى.
ووصفت صحيفة “إسرائيل هيوم”، وهي صحيفة مؤيدة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فوز بزشكيان بأنه شعاع ضوء ضعيف في نظام مظلم، ووصفته بأنه شخص قد يكون أقل خطورة من المرشحين الآخرين.
وفي غضون ذلك، ذكرت هذه الصحيفة أن فرص جراح القلب البالغ من العمر 69 عامًا في التأثير على السياسة الخارجية، للحكومة التي أصبح رئيسًا لها، ضعيفة.
وأوضحت أنه منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في خريف العام الماضي، أظهرت إيران أنها مصممة على فعل أي شيء لإيذاء إسرائيل وإضعافها.
وذكرت أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية لتجديد المفاوضات النووية، ليقرر ما إذا كان من المفيد استئناف المفاوضات مع الغرب من أجل التوصل إلى اتفاق جديد أم لا. وإذا تبين أن واشنطن مهتمة بهذا الموضوع، فإنه سيعطي حكومة “بزشكيان” الضوء الأخضر لإرسال فريق تفاوضي، إلى جانب إرشادات واضحة بشأن المجالات التي يُسمح لهم باتخاذ قرار بشأنها.
وأضافت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن البعض في إسرائيل يشعر بالقلق من أن إيران ستستخدم الفوضى في السباق الرئاسي الأميركي والاهتمام العالمي بالحرب المستمرة في الشرق الأوسط؛ لتجاوز المزيد من “الخطوط الحمراء” في برنامجها النووي والاقتراب من الحصول على أسلحة نووية.
وتابعت الصحيفة أنه نتيجة لهذا القلق في إسرائيل، قال أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق وأحد السياسيين المعارضين، الأسبوع الماضي، إنه لم يعد من الممكن إيقاف إيران بالوسائل التقليدية.
وذكر موقع القناة الإسرائيلية السابعة أنه وفقًا لنظام الحكم في إيران، فإن الرئيس لا يملك سلطة تغيير البرنامج النووي أو الشؤون العسكرية، إلا أن بزشكيان، مقارنةً بمنافسه المتشدد، سعيد جليلي، يدعم تحسين علاقات إيران مع الغرب، وتقليل القيود الدينية على الناس داخل إيران.
وفي الوقت نفسه، كتب هذا الموقع: “يجب على المرء أن يشكك في بزشكيان فيما يتعلق بالرسائل المركزية للثورة الإسلامية، كما أن مجرد كونه إصلاحيًا لا يعني أن سيكون معتدلًا”.
وقال داني سيترينوفيتش، أحد كبار الضباط السابقين في جهاز الاستخبارات العسكرية التابع للجيش الإسرائيلي، فيما يتعلق بإيران، لصحيفة “معاريف”، إن اتجاه الأحداث في إيران بعد تحطم المروحية، التي كانت تقل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته، ودعم المعسكر الإصلاحي للرئيس المنتخب، مسعود بزشكيان، أدى إلى إحياء الإصلاحيين وخذلان المرشح الأصولي المتطرف الذي كان أكثر تطرفًا من “رئيسي”، لكن كلًا من المرشد والبرلمان والحرس الثوري الإيراني لن يسمحوا بمرور الحياة السياسية لمسعود بزشكيان بسهولة.
وأضاف سيترينوفيتش أن الحوزة والمؤسسات الدينية لن تقبل النهج المعتدل لبزشكيان، وستضايقه طوال عمله، مثل المؤسسات القوية الأخرى التابعة للنظام، لكن بزشكيان مدعوم من شخصيات مثل حسن روحاني ومحمد جواد ظريف، اللذين كانت وفاة “رئيسي” بمثابة هدية من السماء لهما، وأتاحت لهما فرضة العودة إلى الساحة.
وأشار إلى أنه كان من الأفضل لإسرائيل أن يتم انتخاب “جليلي”؛ لإظهار أن إيران تسير على المسار المحافظ نفسه، كما كانت من قبل.. والآن تواجه إسرائيل تحديًا سياسيًا يجب أن تعد نفسها له.