أكد البيت الأبيض أنه لا يتوقع أي تغيير في سلوك نظام الجمهورية الإسلامية بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران، مشيرًا إلى عدم استعداد الولايات المتحدة الأميركية لاستئناف المفاوضات النووية مع طهران.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مقابلة مع الصحافيين، يوم أمس الاثنين، 8 يوليو (تموز)، إن النظام الإيراني لا يزال يدعم “الجماعات الإرهابية”، مثل حزب الله وحماس وميليشيات الحوثي.
وأشار كيربي، في الوقت نفسه، إلى إرسال إيران طائرات مُسيّرة وخبراء في تلك الطائرات إلى روسيا؛ لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، وقال: “إن روسيا تقتل المدنيين، بهذا الدعم الإيراني، مثلما رأينا في هجمات الأيام الماضية على أوكرانيا”.
وأجاب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع تنصيب رئيس جديد في إيران، قائلًا: “لا”.
وفي إشارة إلى انتخاب مسعود بزشكيان، رئيسًا جديدًا لإيران، قال جون كيربي: “علينا أن نرى ماذا سيفعل، لكننا لا نتوقع تغييرًا في سلوك نظام طهران”.
وكان الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، قد وجه رسالة، أمس الاثنين، إلى حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، مؤكدًا فيها أن دعم حكومته لما سماها “جماعات المقاومة” سيستمر وبقوة.
ويأتي ذلك في حين أن بزشكيان وصف نفسه، خلال الحملات الانتخابية، بأنه من مؤيدي الاتفاق النووي.
وقال، خلال المناظرة الأولى أمام منافسه المرشح الأصولي، سعيد جليلي، قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ردًا على انتقاداته لهذا الاتفاق: “لقد جادلنا داخليًا بأنه لا ينبغي تنفيذ الاتفاق النووي. عندما تتفاوض، فإنك تعطي شيئًا وتحصل على شيء، لا أن تأخذ كل شيء”.
وألقى سعيد جليلي وغيره من منافسي “بزشكيان” الأصوليين، قبل الانتخابات، باللوم على حكومة حسن روحاني في الاتفاق النووي، واعتبروا فوز المرشح المدعوم من الإصلاحيين أساسًا لتشكيل “حكومة روحاني الثالثة”.
وكان محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران في حكومة حسن روحاني، وأحد مؤيدي مسعود بزشكيان، قد ذكر في برنامج تلفزيوني مباشر قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية: ” كان بإمكاننا إحياء الاتفاق النووي، في كثير من الأحيان؛ حتى لا يعاني الناس البؤس”، في إشارة إلى تصرفات الأصوليين المناهضة لذلك الاتفاق.
يُذكر أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، خلال رئاسة دونالد ترامب عام 2018، انهار هذا الاتفاق المهم، الذي كان يهدف إلى الحد من نطاق الأنشطة النووية الإيرانية، مقابل الرفع الجزئي للعقوبات المفروضة على طهران.