أعرب الإسرائيليون العائدون من قطر بعد مشاركتهم في مفاوضات وقف إطلاق النار والهدنة في غزة عن تفاؤلهم الحذر، وفق ما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضاف مكتب نتنياهو أن هناك أملاً في أن يؤدي الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، في أن تتراجع الحركة عن معارضتها للاقتراح الأميركي الذي يتضمن عناصرَ مقبولةٍ لدى إسرائيل.
اقتراح جديد لإسرائيل وحماس
وقدمت الولايات المتحدة أيضا في ختام المحادثات التي استمرت يومين بالدوحة، اقتراحاً جديداً لإسرائيل وحماس في محاولة منها طبعا لسد الفجوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق.
مسؤول أميركي اعتبر أن الاقتراح يسد تقريباً جميع الفجوات المتبقية والتي كانت قيد المناقشة خلال الأسابيع الستة الماضية
وقال مسؤولون إسرائيليون مطلعون على المحادثات المتعلقة بصفقة غزة لصحيفة “يسرائيل هيوم” إنه تم إحرازُ تقدمٍ كبير في مختلف مجالات الصفقة مع الوسطاء، وأضافوا أن الهدف هو الاتفاقُ على الخطوط العريضة بحلول يوم الأربعاء.
“تل أبيب ستبقى في محور فيلادلفي”
وأوضح المسؤولون أن هذا التقدم يتعلق بمسألةِ محور فيلادلفي وحركة المدنيين شمال قطاع غزة مؤكدين أن تل أبيب ستبقى في محور فيلادلفي.
المسؤولون أضافوا أن نتنياهو لا يزال يطالب واشنطن بموافقةٍ كتابية تمكن إسرائيل من استئناف القتال ضد حماس بعد انتهاء الصفقة.
هذا وأشار المسؤولون إلى أنه تم تسليم الخطوط العريضة للاتفاق إلى حماس في الخارج، على ان يتم تسليمُها إلى قادة حماس في غزة، بانتظار الرد.
لم يُعلَن عن أي محطات
وفي السياق، غادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الولايات المتحدة مساء السبت متوجها إلى إسرائيل في إطار محاولة جديدة من واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وخلال رحلاته السابقة، زار وزير الخارجية الأميركي أيضا عددا من الدول العربية في المنطقة. وهذه المرة، لم يُعلَن عن أي محطات أخرى في هذه المرحلة.
وهذه هي الرحلة التاسعة لبلينكن إلى الشرق الأوسط منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتأتي هذه الرحلة التي أرجأ بلينكن عطلته من أجلها، بعد يومين على مباحثات في الدوحة بشأن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال مسؤولون أميركيون إن تقدما أُحرز في المباحثات.
وبعد المباحثات التي استمرت يومين وغابت عنها الحركة الفلسطينية، أعلنت دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحماس لوقف النار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتفاقا على وقف النار بات “أقرب من أي وقت مضى”، في وقت تتكثف الجهود لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى.
إلا أن القيادي في حماس سامي أبو زهري رأى في بيان لوكالة فرانس برس أن “الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم”.
وشدد على أن “الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق”، مضيفا “لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية”.
التوصل إلى اتفاق.. انتصار كبير لبايدن
وأقر مسؤول أميركي بأن العملية التفاوضية لم تصل بعد إلى “مرحلتها النهائية”، مشيرا إلى أن الدبلوماسيين يعملون حاليا على إعداد “خلية” لتكون قادرة على أن تنفّذ سريعا شروط أي اتفاق محتمل.
ومن شأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أن يمثل انتصارا كبيرا لبايدن في وقت يستعد الحزب الديموقراطي للاجتماع في شيكاغو في مؤتمر سترشّح فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
ويُتوقع خروج متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين على هامش المؤتمر للتنديد بسياسة حكومة بايدن الداعمة لإسرائيل. ووافقت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة على صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار.
اندلعت الحرب إثر هجوم لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 40074 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.