نتنياهو: لا تهدئة في الشمال بل مواصلة القتال بقوة

بعدما أشار مصدر في مكتبه إلى إعطاء الضوء الأخضر لوقف النار في لبنان إفساحا للتفاوض، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصداره أوامر بتهدئة الهجمات.

لا تهدئة شمالاً

وأكد في بيان اليوم الخميس أن الأوامر الصادرة عن نتنياهو شددت مواصلة القتال في الشمال بقوة، نافياً كل التقارير التي تحدثت عن إصداره أوامر بالتهدئة.

كما أضاف أن رد تل أبيب لم يصدر بعد في ما يتعلق بالاقتراحات الأميركية الفرنسية حول وقف النار المؤقت.

أما في ما يتعلق بقطاع غزة، فأكد أن “القتال سيستمر حتى تحقيق أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل”، وفق تعبيره.

كاتس وسموتريش

بالتزامن، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رفضه مقترحات وقف إطلاق النار. وقال في بيان نشره على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد حزب الله بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”، وفق زعمه. كذلك شدد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش، مهادنة حزب الله، مشددا على ضرورة سحقه، وعدم اعطئه المجال لاعادة بناء قواه.

إفساح المجال للمفاوضات

أتى ذلك بعدما كشف مصدر في مكتب نتنياهو إعطاء الضوء الأخضر للتفاوض. وأوضح أن “نتنياهو أعطى الضوء الأخضر من أجل وقف النار في لبنان بهدف إفساح المجال للمفاوضات الجارية بمساع دولية”، علما أنه توعد أمس بمفاوضات تحت النار، حسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.

كما جاء، فيما أفادت مصادر مقربة من الحكومة الإسرائيلية بوقت سابق اليوم أن إسرائيل وضعت شروطا للهدنة،مرجحة رفضها من قبل حزب الله

وكانت المساعي الدولية لا سيما الفرنسية الأميركية تسارعت من أجل إرساء وقف مؤقت لإطلاق النار بين حزب الله في لبنان والجانب الإسرائيلي.

في حين كشف مسؤولان أميركيان أنه قد يتم القبول قريبا بمقترح الهدنة المؤقتة الذي قدمته فرنسا أمس. وقال أحد المسؤولين إنه “سيتعين على الحكومة اللبنانية تأمين موافقة حزب الله على الهدنة”، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.

كما أضاف أن إسرائيل قد توافق على مقترح وقف النار مع حزب الله خلال ساعات.

غارات إسرائيلية عنيفة

يذكر أن مناطق لبنانية عدة في البقاع والجنوب كانت شهدت ولا تزال غارات إسرائيلية عنيفة، أدت إلى مقتل العشرات، فيما لا يزال عدد من المصابين تحت الأنقاض.

أتت تلك التطورات بعدما دعت فرنسا والولايات المتحدة أمس الأربعاء إثر مداولات دبلوماسية مكثفة في الأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق نار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله لتفادي خروج الوضع عن السيطرة، في نداء انضمت إليه دول عربية وأوروبية.

فيما من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لبنان في الأيام المقبلة بعدما عملت بلاده مع الأطراف المعنية في تحديد المعايير لحل دبلوماسي للأزمة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي تبنته الأمم المتحدة في أعقاب الحرب التي استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله في 2006، والذي بموجبه جرى توسيع نطاق تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ما سمح لها بمساعدة الجيش اللبناني في إبقاء أجزاء من الجنوب خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء ما هو تابع للدولة اللبنانية.

يذكر أنه منذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، انخرط حزب الله في مواجهات ضد الجيش الإسرائيلي، إلا أن الصراع اتخذ منحى أكثر خطورة الأسبوع الماضي، بعد أن فجرت إسرائيل آلاف أجهزة البيجر والووكي توكي التي يستخدمها عناصر الحزب، ما خلف عشرات القتلى ونحو 3000 جريح.

كما استتبعت عملية التفجير هذه غير المسبوقة، بغارات استهدفت قيادات لحزب الله في مناطق متفرقة بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وأدى التصعيد الإسرائيلي إلى نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين منذ الاثنين الماضي، بينما قتل المئات من المدنيين أيضا، وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا منذ أكتوبر الماضي 1250، ما يقارب نصفهم خلال الأيام المنصرمة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate